بعد أن احتضن متحف وهران معرض الفنانة جهيدة هوادف “النقاوسيات” في الفترة الممتدة من 22 أكتوبر إلى 6 نوفمبر من السنة الفارطة، هاهو قصر “رياس البحر” يفتح أبوابه لنفس المعرض إبتداء من 18 مارس إلى غاية 30 من نفس الشهر. تضّم مجموعة “نقاوسيات”48 لوحة، عبّرت فيها الفنانة عن ذكريات طفولتها وكذا عن نساء المنطقة التي تنحدر منها، ألا وهي نقاوس في باتنة، ورسمت الفنانة كعادتها شخصيات خيالية بأعناق طويلة وعيون محدقة تسبح في عدد هائل من الألوان. وأرادت جهيدة من خلال معرضها هذا، تكريم المرأة بصفة عامة ونساء نقاوس بصفة خاصة، وهذا عرفانا بشجاعتهن وقدرتهن على تحمّل الصعاب وبالأخص اللواتي جاهدن المستعمر الفرنسي، ومنهن من قدمن أرواحهن فداء للوطن مثل شهيدة المنطقة مريم بوعتورة. واعتبرت جهيدة ذكريات الطفولة، خزينة تنهل منها ومصدر إلهام لا ينضب أبدا، فترسم نقاوس بطريقة مباشرة وغير مباشرة، من خلال استعمالها للكثير من الألوان كما إنها ترى في فاكهة المشمش التي تشتهر بها نقاوس، رمزا لضوء الشمس وبالتالي لكل الألوان. ورسمت جهيدة مجموعة نقاوسيات في عامين من الزمن، وعرضتها أولا في متحف وهران، تكريما منها لنساء الغرب الجزائري، بالمقابل ترى في نقاوس طهارة تريحها نفسيا وتصفيها من الدرائن والآلام، أمّا عن شخصيات أعمالها فتطورت رويدا رويدا، حيث بدأت صلعاء الرأس وكأنها أجنة تعبر عن ميلاد جديد، وتطورت إلى أن أصبحت تبرز في كل مكان مثل النباتات بشتى أنواعها، معتبرة أن هذه الشخصيات حاضرة دائما في أعمالها حتى ولو غابت لأنها تمثل مرآتها الفنية. للإشارة، تضم مجموعة “نقاوسيات” 48 لوحة، من بينها لوحة رسمت فيها جهيدة شخصيتين نحيفتين ترتديان ثوبين زهريين، وتضعان منديلين على رأسيهما، و”عجارا” يغطي الجزء الأسفل من وجههما وتنظران بعينين تحملان الكثير من الإيحاءات، وهذا وسط محيط مليء بالألوان، وتطرّقت جهيدة في عملها هذا إلى أوجه عديدة من حياة المرأة النقاوسية، مثل مشاركتها في أشغال الحقل وصناعتها للزرابي وقدرتها على تحمل الصعاب، كما تناولت جوانب أخرى من يوميات النقاوسيات، وكذا طباعهن مثل ميلهن إلى التكتّم وفي نفس الوقت مساعدتهن لبعضهن البعض وتوجههن لإيجاد نقاط مشتركة، وحتى مظهرن الخارجي وأزياءهن الجميلة وحليّهن التقليدية المميزة.