ينتظم بالمتحف الوطني "أحمد زبانة" بوهران ابتداء من يوم الاثنين معرض للوحات الفنية بعنوان "نقاوسيات" من إمضاء الفنانة جهيدة هوادف. وتعرض في إطار هذه التظاهرة التي تتزامن مع الذكرى الخمسين للإستقلال الوطني وإحياء الذكرى الثامنة والخمسين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة 48 لوحة غنية بالألوان والأضواء مختارة من الأعمال الحديثة لهذه الفنانة التشكيلية. ومن خلال هذه المجموعة التي أعدتها على مدار العامين الماضيين تشيد الفنانة بجمال المناظر الطبيعية لمسقط رأسها نقاوس (باتنة) والمرأة الجزائرية والمجاهدات والشهيدات اللائي ضحين من أجل تحرير الوطن. ويسجل حضور المرأة والأشجار والفواكه والزهور والفراشات والدجاج والأسماك والأودية في كل إبداعات جهيدة هوادف التي حاولت إبراز الأحاسيس الجميلة التي عاشتها خلال طفولتها في وسط الطبيعة. وقالت الفنانة ان "اختيار عنوان "نقاوسيات" متصل بمسقط رأسي فهو معرض لتكريم المرأة أولا التي اعطتني الحياة.. أمي التي سمحت لي بأن اكون فنانة". وأضافت أن "فكري يتجه أيضا إلى نساء قريتي أمثال الشهيدة مريم بوعتورة اللائي هن قدوتي من النساء" كما أنها تستحضر في تكريمها "النساء اللائي كون الفرد الجزائري". وأبرزت نفس المتحدثة أن هذا المعرض يرمز إلى كفاح المرأة الجزائرية التي "أطعمت وأخاطت وعالجت وخدمت الأرض وحملت السلاح جنبا إلى جنب الرجل وضحين بحياتهن من أجل بناء جزائر حرة ومشرقة". أما عن منبع شغفها للرسم فإن أصله يعود إلى فاكهة المشمش التي تشتهر به منطقة "نقاوس" بالأوراس المعروفة أيضا ببساتينها وثروتها الحيوانية. "لقد شعرت دائما انني قريبة جدا من مسقط رأسي ...إنها الجنة فوق الأرض ولطالما ألهمتني ألوان طبيعته وثماره لا سيما المشمش الذي يعطي الكثير من الضوء" كما أشارت إليه هذه الفنانة التي تعرض أعمالها الى غاية 6 نوفمبر القادم. وقد تخرجت الفنانة جهيدة هوادف التي ولدت في 1 أبريل 1963 من المدرسة العليا للفنون الجميلة للجزائر العاصمة وشاركت في العديد من المعارض الجماعية بالجزائر والخارج حيث سمحت لها أعمالها الإبداعية المتميزة بالحصول على عدة جوائز.