ضمن معرض «الجزائرية المبدعة» المنتظم مؤخرا بالعاصمة إحياء ليوم المرأة العالمي، التقت «المساء» مع الحرفية «وردية عاشوري» التي اختصت لسنوات في صنع قطع فنية ولوحات جدارية من عجينة «المَيْزينة». تتحدث الحرفية عن حرفتها فتقول إنها تفتح الباب واسعا أمامها للإبداع، لأن كل قطعة لا تشبه الأخرى. اختارت وردية حرفة السيراميك البارد لأنها لا تتطلب مواد كثيرة ولأنها كذلك غير معقدة، فبالملاحظة فقط يمكن لها صنع تشكيلة واسعة من القطع الفنية، وطبعا يلعب الذوق الفني هنا دوره للوصول إلى ثقة الزبون. تقول وردية إنها تتقن حرفة السيراميك البارد منذ مايصل لعشر سنوات، تمكنت خلالها من صنع مئات القطع الديكورية واللوحات الجدارية معتمدة على ملاحظتها وحسها الفني في اختيار الألوان. ولعل ماجعل وردية تنساق وراء هذه الحرفة بالذات هو «بساطة المواد الأولية، لأنها متوفرة في الأسواق وغير معقدة ويمكن صنع عديد الأشياء بها، إذ تقوم هذه الحرفة على مادة الميزينة (النّشا) والسليكون والغراء، بحيث يتم طبخ كمية من النَشا مدة معينة حتى يصير عجينة، وبعدها أقوم بتشكيله حسب الرغبة لصنع ورود أو غيرها»، تشرح الحرفية، مضيفة أن بساطة المواد وطريقة تحضير العجينة يقابلها مجال واسع من الإبداع وصنع عشرات القطع الفنية،»لا أتذكر حقيقة عدد القطع الديكورية التي صنعت ولكنها تفوق المئات، إذ لا يمكنني الابتعاد عن ورشتي الصغيرة، فتجدني أنشغل بالعجينة، وبصنع هذه القطعة أو تلك، ولا أتوقف للراحة إلا إذا أكملتها، في البداية كنت أهتم بصنع الورد والأزهار للديكور، ثم بدأت أهتم بكل القطع التزيينية للصالون، وبعدها للمطبخ ثم الحمام ثم انتقلت تدريجيا للاهتمام بصنع اللوحات الجدارية (طابلوهات). استلهم الأفكار من محيطي ومن الطبيعة ومن البيئة عموما، فالطبيعة حباها الله بلوحات مصنوعة بإتقان كبير وامتزاج الألوان فيها رائع، وبذلك فأنا استوحي الأفكار منها»، تقول الحرفية التي تؤكد أنها شاركت في عدة معارض وطنية محاولة عرض الجديد. وعن الحرفة اليدوية تقول وردية إنها تملأ فراغها وتجعلها في بحث مستمر للتجديد، وهو مايجعلها بالمقابل تبحث عن تبادل الخبرات من خلال محاولة المشاركة في المعارض الجهوية والوطنية، تقول»عندما تكون العجينة بين يداي أنسى كل مشاغل ومشاكل الحياة، وأحاول التركيز فقط على القطعة الفنية التي أضعها والتي أعطيها كامل وقتي حتى تكون متقنة وتنال رضا الزبون، وهو ما أكسبني صبرا كبيرا، وأدعو كل فتاة خاصة الماكثات في البيت، إلى التقدم من مراكز التكوين لتعلم حرفة ما لملء وقت فراغها، مع ضمان دخل مادي يُمكّنها من تحقيق استقلالها وطموحاتها».