كانت مشاركة الحرفي في النقش على الخشب عبد السلام مُحدَب، من ولاية بجاية، في صالون الصناعة التقليدية الدولي مميزة للغاية، بحيث عرض على الزوار قطعا فنية ديكورية غير مألوفة، اعتمد في تزيينها على بقايا الطبيعة من أغصان، كما أن حرفته تؤكد أنه يمكن استغلال ما قد يُرمى حتى ولو كانت ألواحا خشبية تبدو للبعض أنها من دون قيمة، وهذا ما يصنع تميزه، كما يقول.. ترتبط الحرفة اليدوية إلى درجة كبيرة بالإبداع، فكثيرا ما لا يقف الحرفي عند حدود معينة في حرفته، بل يسعى لتطويرها حسب ميولاته الشخصية وما يتوفر لديه كذلك من أدوات أو مواد أولية، والإبداع يقتضي استغلال أشياء بسيطة قد لا تمثل للبعض مجالا للاستغلال، ولكنها عند المبدع أرض خصبة للتميز، وهذا ما حدث فعلا مع الحرفي في النقش على الخشب، محدب عبد السلام، من بجاية، الذي توصل إلى استغلال أغصان الأشجار المرمية في الطبيعة لتزيين اللوحات والمرايا وغيرها الكثير من التحف التي تستوقف العديد من الناس. يتحدث الحرفي عن نفسه فيقول؛ إنه من أسرة حرفية وتلقى أصول النقش على الخشب ضمن نطاق العائلة، ولكنه أراد لنفسه التفرد عن غيره في صنع الأثاث المنزلي، فاختار أن يستغل ما في الطبيعة من أشياء كثيرة لصنع قطع فنية جميلة. وقد شارك الحرفي في فعاليات الطبعة ال17 للصالون الدولي للصناعة التقليدية، وعرض بجناحه الكثير من القطع الديكورية التي اعتمد في تزيينها على أغصان الأشجار وبعض الأصداف، والتي جلبت إليها الأنظار والاستفسارات عن سبب استغلاله «لبقايا» الطبيعة في صنع عديد القطع الفنية قال: «أحاول أن أخرج في القطع التي أصنع، قليلا عما هو معتاد، لذلك توصلت إلى صنع لوحات حائطية مزينة بأنواع من الأصداف، كما أنني أستغل الأغصان المتساقطة على الأرض وما أكثر وجودها في الطبيعة لتزيين المرايا أو اللوحات، كما أعتمد صنع قطع ديكورية معينة بأسلوبي الخاص، مثل الساعات التي أصنع منها موديلات مختلفة بالاعتماد على قطع خشبية بعدة أحجام. وكثيرا ما أجد قطعة خشبية مرمية عشوائيا فأسترجعها وأهذبها، ثم أصنع منها لوحة جدارية معينة أو ألصق فيها مرايا أو أصنع منها ساعة، فبالنسبة لي، كل شيء يمكنني استغلاله ولست بحاجة إلى المطالبة بتوفير المادة الأولية لصنع هذا الشيء أو ذاك، لأنني كحرفي أستغل الشيء لأصنع به ما أريد، والأكيد أن صنعي سيجد من يعجبه، ولست بحاجة إلى تقليد الأشياء التي يصنعها غيري»، يقول عبد السلام معيبا على الشباب ممن لا يمتلك حرفة معينة يستغلها للاسترزاق، بل يسعى إلى أن يكون رب عمل ينهي ويأمر دون تكوين أو العمل مبدئيا عند الآخر..