دعا الأخصائيون في أمراض الكلى إلى تشجيع عملية زرع أعضاء الموتى للتمكن من إنقاذ حياة العديد من المرضى، الذين يعانون مشكل العجز الكلوي الذين يتربص بهم الموت، مع ضرورة توسيع مراكز تصفية الدم العمومية، وتوفير عتاد لضمان التكفل الجيد بالمرضى. تطرق المشاركون في أشغال اليوم العالمي السادس للكلى الذي احتضنه المستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو مؤخرا، إلى واقع المرض بالجزائر، التي سجلت تأخرا كبيرا في عملية زراعة الكلى إلا أنه تحرك بفضل استئصال الأعضاء من الجثث، حسبما تشير إليه الأرقام المسجلة، ذلك أن نسبة زراعة الكلى تقدَّر ب 1 بالمائة مقارنة بما سُجل مثلا بفرنسا، التي حققت نسبة تقدَّر ب 90 بالمائة، مؤكدين أن الحل الأنجع لمواجهة المرض هو تشجيع استئصال أعضاء الجثث. وقدّم المتدخلون، خلال جملة من المحاضرات، تاريخ علاج الكلى، وذلك في 1973، حيث تم في إجراء أول حصص تصفية دم لمرضى العجز الكلوي، وفي سنة 1986 تم إجراء أول عملية زراعة للكلى كُللت بالنجاح، وفتحت الآفاق، لتعمَّم العملية على المستوى الوطني، علما أن عدد المرضى يتزايد، وقد بلغ 14 ألف مريض العام الماضي، ومن المنتظر أن يصل إلى 16 ألفا هذه السنة، حسبما تشير إليه الأرقام المسجلة عبر المستشفيات، بمعدل زيادة تصل إلى 100 حالة جديدة لكل مليون مواطن. وتشير المعطيات المقدمة من طرف الدكتورة سبا إلى أن من بين الحالات المصابة ما يقدَّر ب 90 بالمائة، تتطلب وضعيتهم عمليات زراعة الكلى، غير أنه استفاد 10 بالمائة فقط من الزراعة، وذلك بسبب نقص الإمكانات والمتبرعين بالأعضاء، والعدد المتبقي يواصل حصص تصفية الدم 3 ساعات في الأسبوع، على أمل أن يخضع لعملية زراعة الكلى، مشيرة إلى أن ذلك يكلف الجزائر ما يقارب 9 ملايين دولار سنويا، وأن الحل يكمن في استئصال الكلى من الموتى، علما أنه تم تسجيل 980 عملية زراعة الكلى بالجزائر. كما تطرق المشاركون إلى الأطفال الذين يعانون عجزا كلويا؛ حيث فارق عدد منهم الحياة بسبب نقص الإمكانات؛ إذ أنه من بين 5081 حالة مسجلة خلال السنوات الأخيرة 229 طفلا استفاد منهم 10 من عملية الزرع، في حين توفي 14 آخرين. من جهته، البرفسور زيري مدير المستشفى الجامعي نذير محمد لتيزي وزو خلال مداخلته قدّم ملخصا عن واقع عمليات زراعة الكلى بتيزي وزو، التي تمكنت ومنذ 2006 إلى غاية اليوم من إنجاز 72 عملية زراعة كلى مقابل 700 مريض يخضعون لحصص تصفية الدم.