حققت القضية الصحراوية انتصارا خلال المنتدى العالمي المنعقد بالعاصمة تونس، إثر تأسيس اللجنة التونسية للتضامن مع الشعب الصحراوي، في بلد لطالما تعامل بحياد مع هذه القضية حفاظا على التوازنات بالمنطقة. فبينما أعلن أمس عن تأسيس اللجنة التونسية للتضامن مع الشعب الصحراوي في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلنت الجبهة الشعبية التونسية التي تشكل أكبر تكتل لقوى المعارضة في تونس دعمها لحق هذا الشعب في تقرير مصيره. وتم التوقيع أمس، على تأسيس هذه اللجنة في ختام أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي وبحضور عدد كبير من ممثلي منظمات المجتمع المدني القادمين من مختلف بلدان العالم. وبهذه المناسبة، أعرب محمد الشيخ الحبيب رئيس الوفد الصحراوي المشارك في أشغال المنتدى، والذي يشغل أيضا منصب أمين عام اتحاد العمال الصحراويين، عن “ارتياحه العميق اتجاه روح التعاطف التي لمسها لدى مكونات المجتمع المدني التونسي”. وقال محمد الشيخ الحبيب، إن الوفد الصحراوي “سهر” على المساهمة في “إنجاح” فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي وبلوغه لكل أهدافه المتوخاة، خاصة وأنه ينعقد على أرض تونس “الشقيقة”. وكان أعضاء الوفد الصحراوي قد شاركوا في المسيرة الضخمة التي نظمت في أهم شوارع العاصمة التونسية، رافعين الأعلام الوطنية الصحراوية بمناسبة افتتاح فعاليات المنتدى الاجتماعي العالمي. وحظيت القضية الصحراوية بدعم وتعاطف عديد القوى اليسارية التونسية ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى الحركة الاشتراكية العالمية، التي أكدت في بيان مشترك إثر اختتام ورشة نظمتها بمناسبة المنتدى الاجتماعي العالمي “دعمها القوي” لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وأشارت إلى أن هذا الموقف “أثار حفيظة الوفد المغربي الذي انسحب من الورشة بطريقة استفزازية”. والتقى العديد من القوى والشخصيات التونسية بأعضاء الوفد الصحراوي المشارك في فعاليات المنتدى العالمي، وعبروا لهم عن “دعمهم وتعاطفهم”مع القضية الصحراوية. وسلطت المداخلات الصحراوية الضوء على قضايا نهب الثروات الطبيعية في الصحراء الغربية، على غرار استغلال الثورة المنجمية والمعدنية والسمكية . ومن جهة أخرى، أقام أعضاء من البرلمان الأوروبي من فرنسا وإسبانيا والبرتغال وايرلندا المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي، مأدبة عشاء على شرف رئاسة الوفد الصحراوي المشارك في هذه التظاهرة، فيما ألقوا كلمات تمحورت حول سبل تقديم الدعم والمساعدة للشعب الصحراوي. وتشكل الوفد الصحراوي من حوالي 100 مشارك من مختلف الفئات العمالية والشبانية والنسوية والحركات الجمعوية التي تنشط في الأراضي الصحراوية المحتلة في مجال حقوق الإنسان. وترمي هذه المشاركة الصحراوية المكثفة إلى إجراء سلسلة من الاتصالات مع مختلف مكونات المجتمع المدني العالمي لنصرة مبدأ حق تقرير مصير الشعب الصحراوي وتسليط الضوء على نضال الشعب الصحراوي من أجل التحرر. كما تهدف إلى تنوير الرأي العام الدولي حول واقع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية في ظل الانتهاكات الخطيرة المرتكبة في حق المناضلين الصحراويين العزل من طرف سلطات الاحتلال المغربي. وضمن سياق التضامن الدولي مع القضية الصحراوية، شارك وفد من اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب في أشغال الاجتماع التحضيري الأول للمهرجان العالمي للشباب والطلبة المقرر تنظيمه شهر ديسمبر المقبل بالإكوادور، تحت شعار “شباب ضد الإمبريالية من أجل السلام العالمي والتحول الاجتماعي”. ودرس الاجتماع المنعقد بالعاصمة الجنوب إفريقية بريتوريا يومي 26 و28 مارس الجاري، وحضره ممثلون عن أكثر من 80 منظمة شبانية من مختلف القارات الشؤون السياسية والتنظيمية الخاصة بالمهرجان. كما كان فرصة سانحة لمسؤول العلاقات الخارجية لاتحاد الشبيبة الصحراوية المحفوظ سلامة، لإطلاع المشاركين على آخر تطورات القضية الصحراوية والأحكام الجائرة ضد الشبان الصحراويين المعتقلين على خلفية أحداث أكديم إيزيك. وبالمناسبة، عبر المشاركون في الاجتماع عن تضامنهم مع القضية الصحراوية، وتم تقرير برمجتها مع القضية الفلسطينية كقضايا محورية في المهرجان.