يعود المهرجان الدولي للقصة والحكاية في طبعته الرابعة يوم السبت المقبل بقسنطينة، إذ سيحتضن المسرح الجهوي فعاليات التظاهرة على مدار عشرة أيام، وسيكون الجمهور القسنطيني على موعد مع أكبر حدث ثقافي تشهده مدينة الجسور المعلقة، حسبما أكده رئيس الجمعية الثقافية “كان يا مكان” السيد أحمد رايس فيصل في ندوة صحفية عقدها أول أمس. يقام المهرجان من السادس أفريل إلى غاية ال15 منه، تحضيرا لتظاهرة “قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015”، ويخصص للفن الشعبي الذي تشترك فيه جميع الثقافات الشفوية حيث سيستمتع الجمهور القسنطيني بأروع الأساطير والقصص التراثية، حسب رئيس الجمعية الثقافية. وستعرف الفعالية مشاركة واسعة لعديد القاصة والحكواتيين المعروفين من عديد الدول العربية على غرار مشاركة الحكواتية شرين الأنصاري من مصر وسُهى المصري من اليمن، عبد الرزاق كامون من تونس، وكذا الحكواتي والكاتب الليبي أحمد أعقيلة، بالإضافة إلى مشاركة حكواتيين وقاصين من دول أخرى كالطوغو، فرنسا وبلجيكا، فضلا عن حكواتيين محليين أكدوا مشاركتهم في هذه التظاهرة الثقافية الفنية، على غرار الحكواتية الجزائرية سهام كنوش. وأضاف رئيس جمعية “كان يا مكان” من جهة أخرى، أن عاصمة الشرق ستكون طيلة أسبوعين عاصمة لحكايات شعوب البحر الأبيض المتوسط، بحيث ستجري فعاليات هذه التظاهرة بكل من المسرح الجهوي لقسنطينة، المعهد الموسيقي وقاعة بديوان مؤسسات الشباب. مضيفا أن الجمهور القسنطيني سيستمتع بجديد الطبعة الرابعة المتمثل في توسعة وتنويع الأنشطة والعروض الحكواتية من خلال تنظيم أيام دراسية ومحاضرات أكاديمية، تتطرق من خلالها ثلة من الدكاترة والأساتذة الجامعيين المختصين في هذا النوع من الفن، زيادة على معارض للكتب على غرار معرض لمكتبة علاء الدين المعروفة بتونس، كما سيكون صالون مونتري بباريس حاضرا بكتاب الطفولة والشباب، زيادة على عرض لوحات فنية مستوحاة من قصص جزائرية فرنسية طيلة أسبوعين ببهو المسرح الجهوي. أما عن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة، يقول احمد رايس فيصل : “بسبب واقع الحكاية الشعبية والخوف عليها من الاندثار، ارتأى أصحاب الجمعية تأسيس جمعية “كان يا مكان” وتزامنا مع برنامج التوأمة بين بلدتي قسنطينة وغرونوبل الفرنسية”، حيث أكد أنه منذ نشأة الجمعية سنة 2007 تقوم على الاهتمام بالحفاظ على الأدب الشعبي وحمايته من الزوال من خلال جمع وتدوين الكثير من الحكايات الشعبية، وهذا بفضل مساهمات المنخرطين الذين اختار بعضهم احتراف مهنة الحكواتي نساء كانوا أو رجالا، وأظهروا حماسا كبيرا خلال الحصص التكوينية المبرمجة في إطار برنامج الجمعية التي تنظم سنويا أياما دولية للحكاية والقصة من باب تبادل الخبرات وإمتاع الجمهور المتعطش لمثل هذه التظاهرات”. كما أن الهدف يكمن أيضا في “إبراز حكواتيين جدد من المجموعة الهاوية، زيادة عن العمل على جمع وتوثيق الحكايات الشعبية مع محاولة لإعادة بعث فن الرواية وإعادة مكانة الراوي في المجتمع الذي فقد الكثير من العادات الجميلة والمميزة في ظل العولمة”.