حلت ولاية سطيف ضيفة على العاصمة من خلال الأسبوع الثقافي الذي اختتمت فعالياته مؤخرا، وكانت للجمهور العاصمي فرصة الاطلاع واكتشاف أهم الموروثات الثقافية التي تزخر بها ولاية سطيف، وكذا أهم الشخصيات الفكرية التي ساهمت في صنع تراثها وتاريخها الحافل. وجاءت هذه المبادرة التي نظمت تحت شعار “سطيف عبر العصور”، في إطار التبادل الثقافي والاجتماعي بين الولايات الذي أقرته وزارة الثقافة قبل سنوات. وضمت هذه التظاهرة عدة عروض فنية ذات طابع اجتماعي، لا سيما الألبسة التقليدية والصناعات التقليدية والفنون التشكيلية والمخطوطات، إلى جانب عرض تاريخ الولاية، كل هذا عكس الثقافة السطايفية عبر الزمان، كما كانت هناك استعراضات فولكلورية وقراءات ولوحة فنية مسرحية غنائية بعنوان “سطيف العالي” ووصلات غنائية، وضمت قاعة الأطلس خلال هذه التظاهرة حفلات فنية مع سمير السطايفي، الشاب عراس، ابتسام رياحي، عماد باشا والفنانة القبائلية “سيرطا”، التي مثلت شمال ولاية سطيف التي تعرف بمنطقة القبائلية الصغرى. كما حضر أشهر علماء منطقة سطيف من خلال مداخلة “أبرز الشخصيات العلمية والثقافية”، على غرار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، الشهيد ربيع بوشامة... وفي حديثه ل“المساء”، قال نبيل غندوسي شاعر وممثل محافظة المهرجان المحلي للفنون والثقافات لولاية سطيف، أن الهدف من هذه التظاهرة، نشر مختلف عادات كل ولاية عبر الجزائر وتثمين مختلف الثقافات والتعريف بها، في إطار البرنامج الذي سطرته وزارة الثقافة سنة 2008 للتبادلات الثقافية بين ولايات الوطن. من جهتها، قالت السيدة ع. فاطمة الزهراء، محافظة التراث الثقافي بالمتحف الوطني بمدينة سطيف، “إن مشاركتنا في هذا الاسبوع جاءت من أجل تعريف الجمهور العاصمي بمختلف الحضارات والثقافات التي تعاقبت على ولاية سطيف، من خلال اللوحات الفنية التي عكست المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، بعضها يعود إلى حقبة ما قبل التاريخ متمثلة في موقع ‘عين الحنش' وهو موقع يعود إلى العصر الحجري القديم الأسفل ويعد أقدم موقع في شمال إفريقيا (حوالي مليوني سنة)، إلى جانب منطقة ‘جميلة' المصنفة ضمن التراث العالمي، كما تم عرض صور لأهم الزوايا والمساجد التي ساهمت في نشر الوعي الديني وترسيخ أصول اللغة العربية”. من جهة أخرى، قال محافظ التراث السطايفي، السيد علي خلوفي، أن “هذه المبادرة التي احتضنتها قاعة الأطلس جاءت ثرية من خلال العادات والتقاليد التي حاولنا التعريف بها عبر الولايات، لا،سيما الألبسة التقليدية لشمال إفريقيا بصفة عامة، على غرار الأوراس والقبائل وقسنطينة، إلى جانب المجوهرات السطايفية مثل الخلخال و'الدحادح'. وترجم هذا الأسبوع خلاصة تجارب الحياة الاجتماعية لسكان مدينة سطيف، حاملا حقيبة ثقيلة بالموروث الشعبي للمواطنين بعين الفوارة.