تعرف ظاهرة الانتحار ارتفاعا سنويا بولاية وهران، حيث تستقبل مصلحة الاستعجالات الطبية على مستوى المؤسسة الاستشفائية بن زرجب، معدل ثلاث حالات محاولات انتحار كل 24 ساعة، فقد سجلت ذات المصلحة منذ بداية السنة الجارية 09 حالات انتحار راح ضحيتها أشخاص تتراوح أعمارهم بين 22 سنة و56 سنة من بينهم 05 نساء، و49 محاولة انتحار فاشلة. وحسب رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية، فإن أغلب المقدمين على الانتحار الذين استقبلتهم ذات المصلحة من الجنس اللطيف، بنسبة تقدر ب77 بالمائة، أي ما يعادل 39 محاولة انتحار، تتراوح معدلات أعمارهن بين 16 سنة و29 سنة، مما يعكس مدى تأثير المشاكل العائلية أو العاطفية على بعض الفتيات، اللواتي يلجأن إلى الهروب منها عن طريق الاتحار ووضع حد لحياتهن، بينما بلغت محاولات الذكور 25 محاولة انتحار. أما فيما يخص طرق الانتحار التي يستعملها هؤلاء، فيتصدرها تناول المواد الكيميائية السامة مثل حمض الأسيد ومبيدات الحشرات والأدوية، حسب ما كشفه مسؤول قسم التسممات الغذائية التابع للمصلحة المعنية، حيث يتكفل الطاقم الطبي للمصلحة بإسعاف تلك الحالات، بإخضاعها لعمليات غسل المعدة، ومنها ما يتطلب البقاء في العناية المركزة بسبب خطورة الحالة التى قد تنتهي بالوفاة، إلى جانب القفز من مكان عال، ومنهم من يلجأ إلى شنق نفسه أو قطع شرايين يديه أو صب مادة قابلة للاشتعال على الجسده إضرام النار به، مما يصعب على الأطباء معالجة تلك الحروق التي تكون من الدرجة الثالثة عندما ينجو الشخص من الموت ليظل مشوها مدى الحياة. وقد دعت السيدة زكية، طبيبة نفسية بالمؤسسة الاستشفائية بن زرجب، إلى تكثيف جهود جميع الجهات الفاعلة بالمجتمع، على غرار الجمعيات ومديرية الشباب والرياضة والثقافة وغيرها من المديريات التي لها علاقة بالشباب، إلى تكثيف جهودها من أجل العمل على توعية هذه الشريحة، بخطورة ظاهرة الانتحار وانعكاساتها السلبية على المجتمع، إلى جانب دور المسجد والأئمة في التحسيس والتوعية وسط المواطنين، بتحريم الانتحار وقتل النفس، من قبل كل الأديان السماوية.