لازالت أشغال النفق الأرضي المزدوج بحي الدقسي في قسنطينة، تعرف تأخرا ملحوظا رغم حل عدة عراقيل واجهت المشروع، أهمها مشكلة المياه الجوفية وكذا أشغال تحويل شبكات المياه الشروب والألياف البصرية، إلا أن مشكل تحويل مياه الصرف الصحي للجهة المؤدية نحو حي الإخوة عباس وتحويل شبكات الاتصالات السلكية الخاصة ب”اتصالات الجزائر” من أهم العوائق التي حالت دون تسليم المشروع في آجاله المحددة، كما كان مبرمجا قبيل نهاية الشهر الجاري، حيث أكدت مصادر من مديرية الأشغال العمومية أن مؤسسة اتصالات الجزائر طالبت بمبلغ 10 ملايير سنتيم لتحويل شبكات اتصالاتها، إلا أن المديرية وجدت المبلغ ضخما، الأمر الذي اضطر الشركة المنجزة والمكلفة بمشروع النفق ”سابتا” إلى التفكير في حل بديل من خلال إبقاء الكوابل في مكانها وتغطيتها بطبقة إسمنتية، مثلما اعتُمد عليه في نقاط أخرى من النفق. كما أكدت المصادر أن الأشغال ستكتمل بخطى ثابتة حتى يسلم هذا النفق الأرضي الذي يبلغ طوله 420 مترا في آجاله المحددة، ليدخل حيز الخدمة ويساهم في التخفيف من حدة زحمة المرور بهذا المحور الهام الذي يشهد يوميا ضغطا كبيرا، باعتباره منفذا هاما لمجموعة من الأحياء، خاصة أن عملية تحويل الشبكات بلغت نسبة 99 بالمائة ولم يتبق سوى 12 مترا من الأشغال على طول النفق، من خلال القيام بعمليات حفر، تهيئة وإنجاز نافورة في النقطة الدائرية، مع إعادة بناء الطرق والأرصفة، لتضيف بأن مشكل الشبكات تسبب في تأجيل استلام المشروع لقرابة خمسة أشهر، بسبب نقص التنسيق والتعاون بين مصالح سونلغاز ، الري، ”سياكو” وكذلك ”اتصالات الجزائر”، حيث أوقع هذا الوضع الشركة المنجزة في مأزق، فعند كل عملية حفر تكتشف شبكات أرضية جديدة لم تحصل على مخطط في شأنها من الجهات المعنية.جدير بالذكر أن الأشغال في نفق الدقسي الذي تشرف عليه الشركة الجزائرية للجسور والأشغال الفنية الكبرى ”سابتا”، انطلقت خلال شهر جوان من السنة الفارطة، وحددت مدة 11 شهرا كأقصى فترة لإنجازه، حيث اختيرت أرضية بالمنطقة المحاذية لمستشفى الكلى بحي الدقسي عبد السلام لإنجازه، بغية التخفيف من حدة الخناقات المرورية التي يشهدها هذا المحور الذي سيكون نقطة ربط بين الأحياء الشمالية والجنوبية لمدينة قسنطينة، كما سيساهم من جهة ثانية في تسهيل وصول سائقي السيارات للإدارات الموجودة هناك، على غرار مقر الولاية الجديد والديوان الوطني للترقية والتسيير العقاري، مقر مندوبية سيدي مبروك ومستشفى الكلى، وهذا بعد ما خصص له مبلغ 18 مليار سنتيم.