تشكل وعدة “عرش المعاصم” فرصة لسكان بلدية المعاصم بتيسمسيلت لإحياء عادات الأجداد التي ما يزال يحافظ عليها الجيل الحالي، والتي انطلقت مؤخرا وشهدت إقامة العديد من الأنشطة الاحتفالية التي ميزتها عروض في الفروسية و”الفنتازية” بدوار “أولاد بلهواري”، إضافة إلى تقديم استعراضات فلكلورية امتزجت فيها “الغايطة” و”البندير” مع أصوات البارود. ومن تقاليد هذه الوعدة، إقامة مأدبة غذاء جماعية تشارك فيها جميع العائلات المنتمية للمعاصم التي تضم العديد من الدواوير والتجمعات الريفية الثانوية، على غرار “أولاد بلهواري” الذي مايزال يمارس سكانه رياضة العصا التقليدية التي تبقى من الأنشطة المقترحة خلال هذه التظاهرة الشعبية، كما تقام بالمناسبة العديد من الأنشطة الدينية، كتقديم المدائح الدينية التي يشارك فيها عدد من أئمة مساجد المنطقة، إلى جانب مشاركة شيوخ وأعيان “عرش المعاصم” في إصلاح ذات البين وحل النزاعات والمشاكل القائمة بين العائلات والجيران. ويستمتع سكان منطقة المعاصم خلال فعاليات هذه الوعدة، بالاستماع القصص التراثية الجميلة التي يسردها عدد من شعراء الملحون الذين يستحضرون من خلالها عادات وتقاليد الجهة، وكذا الشخصيات القديمة التي عاشت بها وساهمت في ترسيخ هذه التظاهرة الشعبية الأصيلة. وقد استقطبت هذه الوعدة جموعا غفيرة من المواطنين الذين قدموا من مناطق مجاورة، على غرار تيسمسيلت، عماري، سيدي عابد وسيدي الحسني (تيارت)، الذين أعجبوا بالأنشطة المقامة ضمن فعاليات هذه التظاهرة الشعبية. من جهته، أشار رئيس المجلس الشعبي البلدي للمعاصم، السيد عبد القادر حلالي، إلى أن هذه الوعدة تشكل فرصة في كل سنة لبعث وترقية السياحة الثقافية بالمنطقة، لأنها تسمح بتعريف الجمهور بعادات وتقاليد سكانها ومساهمتها في انتشار بعض الأنشطة التجارية المناسباتية، على غرار بيع منتوجات الصناعة التقليدية التي تشتهر بها هذه الجهة، كصناعة الحلفاء، الدوم والأواني الخشبية.