افتك الخباز خالد سليم من العاصمة لقب أحسن خباز محترف لسنة 2013، بعد منافسة أربعة أشخاص، ومن المنتظر أن يمثل الجزائر في كأس العالم للخبازين في سبتمبر المقبل بفرنسا. وحول بداية الخباز خالد مع الخبز، عدنا لكم بهذه الأسطر... لم يكن عجن الخبز يوما من تطلعات خالد، غير أن للصدفة في كثير من الأحيان، دورها الكبير في تغيير الموازين، فالخباز خالد الذي يملك اليوم خبرة تزيد عن 15 سنة في مجال عجن الخبز، كان تخصصه في مجال مختلف، حيث قال في حديثه ل ”المساء”؛ ”كنت طالبا جامعيا في تخصص شبه الطبي، ولم يكن الخبز من اهتماماتي مطلقا، حيث تقدمت للتكوين في مجال شبه الطبي فاعترضتني بعض العراقيل التي دفعتني للاطلاع على تخصصات أخرى، وما لفت انتباهي وجعلني أحس أنه يمكن أن يهمني بحكم أنني كنت أبحث عن التكوين في التخصص المتعلق بعجن الخبز، ومن هنا بدأت قصتي مع العجن”. تعلق الخباز خالد بمهنته التي ما إن احتك بها حتى أبدع فيها، حيث قال؛ ”في أول الأمر قررت تعلم كيفية إعداد الخبز، غير أنني سرعان ما تعلقت بالمهنة ورحت أبدع فيها، وشيئا فشيئا، تمكنت من فتح محل في عزازقة، ومن المنتظر أن أقوم في القريب العاجل بفتح محل آخر بباب الزوار”. وعن بعض العراقيل والصعوبات التي واجهته لاحتراف مهنة الخبز، جاء على لسانه؛ من أكثر الصعوبات التي واجهته، عدم وجود معاهد للتكوين في مادة الخبز، إذ يقع على عاتق الراغب في تعلم مهنة الخبز كفنّ أن يكون عصاميا، ويبحث عن تنمية قدراته بنفسه، ”ولعل هذا هو سر نجاحي كوني ركزت على التكوين، وتحديدا في فرنسا وغيرها”، وقال؛ ”مخطئ من يعتقد أنه يمكن لأي كان أن يحترف مهنة عجن الخبز وينجح فيها، لأنها علم يتطلب من صاحبه تعلمه مثل أي تخصص آخر، إذ لابد على الخباز أن يكون على دراية بكل ما يتعلق بالخبز، بدءا من حبة القمح إلى غاية استهلاكها كمادة مهمة، كما يعرف كل ما يتعلق بالأفران، كيفية الطبخ والمقاييس المعتمدة،” إلى غير ذلك من الأمور المرتبطة بإعداد الخبز، من أجل هذا، وأضاف؛ ”أفكر في وضع حد لمشكلة التكوين في مادة الخبز من خلال فتح معهد لتكوين خبازين محترفين يعدون خبزا صحيا ومتميزا بشكل فني”. وما جعل الخبز الذي يعدّه خالد يعجب كل من يتذوقه، كونه لا يعد الخبز العادي، حسب قوله، وإنما يقوم بإعداد خبز تقليدي صحي خال من المواد المحسنة، حيث قال؛ ”أعد اليوم حوالي 25 نوعا من الخبز، على غرار الخبز الغذائي، الخبز الكامل وخبز الزيتون، كما أتلقى نوعين من الزبائن؛ الباحثين عن الخبز بنكهة وذوق طيب، والزبائن من المرضى، وبالنظر إلى الطلب الكبير على الخبز الذي أعده، أفكر في فتح محل بباب الزوار”. أثر حب خالد للخبز على زوجته التي تعلمت هي الأخرى على يديه وتحولت إلى محترفة في مجال تحضير الخبز والحلويات، حيث قال؛ ”تساعدني زوجتي على تأمين الطلبات الكبيرة على الخبز، إذ أنها تعلمت فن العجن على يدي، واكتشفت هي الأخرى أن لديها ميلا كبيرا إلى هذا المجال، غير أن ما يحز في نفسي، يضيف؛ ”أن مجتمعنا رغم أنه من أكبر المجتمعات المعروفة باستهلاك الخبز، غير أن أفراده لا يحسنون انتقاء ما يأكلون، مما أدى إلى انتشار خبز مشبع بالمحسنات وتسبب في انتشار ظاهرة التبذير بحكم النوعية السيئة للخبز الذي يباع اليوم ببعض محلاتنا”. يتمنى خالد بعد ما توج بمسابقة أحسن خباز محترف لسنة 2013، أن يمثل الجزائر أحسن تمثيل في فرنسا لدى مشاركته في مسابقة كأس العالم للخبازين في سبتمبر المقبل.