يُعتبر موسى بوقايلة خبّازا من ولاية غرداية، من الأوائل الذين اهتموا بمعاناة مرضى السيلياك؛ إذ أقدم على إعداد خبز خالٍ من الغلوتين؛ كنوع من التجربة لخدمه لهذه الفئة التي تواجه مشكلة حادة في إيجاد الخبز، الأمر الذي أثلج صدور المرضى؛ حيث قال: “مساعدة مرضى السيلياك بإعداد خبز خال من الغلوتين يتطلب دعم الدولة لنا في مادة الفرينة، وإن حدث هذا تتحول فكرة إعداد الخبز الخالي من الغلوتين من مجرد تجربة إلى مشروع قارٍّ أتبنّاه بصفتي خبازا”. يملك موسى خبرة تزيد عن 17 سنة في مجال إعداد الخبز، تحصّل على المرتبة الأولى في مسابقة الخبز بالجزائر سنة 2006، وفي 2007 شارك بمسابقة المونديال الأول في ليون بفرنسا، حيث تحصّل على المرتبة الثالثة. لا يتوقف عن المشاركة في الدورات التكوينية الخاصة بالخبز لتوسيع معارفه وتحسين ما يُعدّه من مختلف أنواع الخبز؛ حيث قال: “أُعدّ اليوم ما يزيد عن 20 نوعا من الخبز على غرار خبز الشعير، خبز الحشائش، خبز النخالة والسميد. وبصفتي عضوا بالمكتب الوطني لاتحاد الخبازين طرحت إشكالية الفرينة البيضاء التي لا تحوي على مواد صحية، والتي لا تمكّننا من إعداد خبز غني وصحي، وفي المقابل تمت الموافقة على منحنا الفرينة الكاملة بكل مكوناتها، على غرار النخالة؛ الأمر الذي يفتح لنا المجال واسعا كخبازين للإبداع في هذا مجال، ننتظر فقط المصادقة على الاقتراح للحصول على فرينة كاملة وبأقل الأثمان. وعن السر وراء انشغاله بمرضى السيلياك بعد مشاركته في إحياء اليوم العالمي لمرضاه قال: “أقدمت على تجربة أولى في إعداد خبز خالٍ من الغلوتين من باب الإحسان ولتلبية رغبات بعض المرضى، وفي المقابل لقيت التجربة نجاحا بعد إقبال المرضى على هذا النوع من الخبز، وما بقي عالقا في مخيّلتي أني يوم قدّمت الخبز لمريض بالسيلياك قال لي: “لم أتذوق طعم الخبز منذ 20 عاما بسبب المرض”! ولأني تأثرت كثيرا لحال ذلك المريض قصدت ألمانيا كوني متعودا على السفر للقيام بتربصات، وحدث أن اطّلعت على الطريقة التي يتم بها إعداد الخبز الخالي من الغلوتين، وأحاول اليوم تجسيد هذا المشروع. وبالمناسبة، قمت مؤخرا بدعوة بعض الفرق الألمانية في معرض أقيم مؤخرا بالعاصمة، وعرضتُ عليهم مساعدتنا لنتمكن من مساعدة مرضانا؛ لأن مادة الفرينة التي يصنعون بها خبزهم من النوع الجيد، وقد اقترحوا عليَّ زيارتهم مع إحضار ما نملكه بالجزائر من غذاء لهذه الفئة، على غرار الأرز والحمّص والذرى المسحوق؛ لأنها مواد غير متوفرة بألمانيا، وعلى أساسها نقوم بعملية المبادلة للحصول على المادة التي نخلطها مع الفرينة لنتمكن من إعداد خبز خال من الغلوتين لهذه الشريحة، وعلّق: “أحمل بالمناسبة مشروع فتح محل بالعاصمة، أتمنى أن تدعمني الدولة لتحقيقه”. وبحكم أن شهر رمضان على الأبواب يستعد الخباز موسى لطرح أنواع جديدة من الخبز لجلب الزبائن، وفي المقابل يتمنى أن يحظى المرضى بنصيبهم بعد أن يتمكن من تحقيق مشروعه، الذي يُعتبر بالنسبة لمرضى السيلياك بمثابة الحلم الذي طالما انتظروا تحقيقه.