أعلن الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أول أمس، استفادة ولاية تيارت من جملة من المشاريع التنموية الجديدة، في إطار برنامج تكميلي تفوق قيمته المالية 28,7 مليار دينار، موجه لتجسيد نحو 40 عملية لدعم الانجازات المحققة في القطاعات ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وأكد بالمناسبة استعداد الدولة لاستقدام مؤسسات دولية كبرى ومنحها الصفقات بالتراضي لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع، داعيا السلطات المحلية إلى تكييف تصاميم المشاريع السكنية وفق مواصفات وخصوصيات المنطقة. ففضلا عن توجيه نحو مليار دينار لتقوية القطاع الصناعي من خلال إعادة تأهيل المنطقة الصناعية ”بوشقيف”، وتخصيص 1,5 مليار دينار لتجسيد مشروع تحويل المياه المحلاة بمحطة ”مرسى الحجاج” بوهران على منطقة الشط الشرقي بتيارت، فقد استفاد قطاع البيئة بالولاية من غلاف مالي مقدر ب600 مليون دينار موجه لانجاز وتجهيز مركز لمعالجة النفايات و1,2 مليار دينار لدعم التجهيزات العمومية في قطاعات التربية والتكوين والشباب، فضلا عن أغلفة مالية أخرى مخصصة لتهيئة 15 ملعبا بالعشب الطبيعي وإعادة الاعتبار للسوق الجوارية العريقة لمدينة تيارت. في حين استفاد قطاع السكن والعمران الذي شكل أحد أبرز المحطات التي استعرضها الوزير الاول خلال زيارته الميدانية، أول أمس، إلى تيارت، من غلاف إضافي ب1,2 مليار دينار، لفت رئيس الجهاز التنفيذي إلى التأخر الفادح المسجل في تنفيذ البرنامج السكني للولاية، معلنا بالمناسبة عن قرار اللجوء إلى شركات دولية كبيرة لتسريع وتيرة إنجاز المشاريع المعطلة، ومنها برنامج من 11 ألف وحدة سكنية من مختلف الصيغ سيتم الانطلاق فيه في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة، حسب السيد سلال الذي عبر عن رفضه لتصاميم بعض المشاريع السكنية بالولاية على غرار مشروع 1900 وحدة سكنية عمومية إيجارية بمنطقة الزمالة، الذي دعا إلى مراجعته بشكل يسمح بتهيئة التجهيزات العمومية والفضاءات والمرافق الحضرية المرافقة للسكن، بشكل متناسق يستجيب لمتطلبات الحياة العصرية. كما استغرب السيد سلال لدى اطلاعه على مخطط القطب الحضري الجديد بالزمالة، اختيار مواصفات لا تناسب خصوصيات الولاية والنمط المعيشي لسكانها، داعيا إلى الكف عن التركيز على السكنات الجماعية والتفكير في إنشاء أقطاب حضرية بسكنات فردية. وعاين الوزير الأول الذي كان مرفوقا في زيارته إلى تيارت بوزراء الداخلية والجماعات المحلية، السكن والعمران، التجارة، التعليم العالي، الفلاحة والتنمية الريفية، الشؤون الدينية، الصحة، البيئة وتهيئة الإقليم، والشباب والرياضة، ورشة إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين غليزان وتيسمسيلت مرورا بتيارت وكذا مركز التلقيح الاصطناعي للأغنام والبقر والخيول، حيث أشرف بهذا المركز على حفل رمزي لتوزيع عشرة عقود للإمتياز الفلاحي على الشباب، ليطلع بعدها على الهياكل الجديدة التي تدعمت بها مؤخرا جامعة ”ابن خلدون” ومنها المقر الجديد لمديرية الجامعة، وهياكل بيداغوجية جديدة تتسع ل2000 مقعد، وإقامة جامعية ب2000 سرير. كما زار السيد سلال مزرعة خاصة بتربية الخيول مجهزة بمخبر لمتابعة عمليات تكاثر الخيول من سلالتي العربي الأصيل والبربري، قبل أن يتنقل إلى المركز الإسلامي الجديد الذي تم استلامه مؤخرا بمدينة تيارت، ليعاين بعدها مشروع إنجاز مركز الطفولة والأمومة، حيث استعرض وضعية برنامج قطاع الصحة لانجاز الهياكل، ولاحظ تأخر مشروع مركز مكافحة السرطان بسبب عدم جدوى المناقصة التي تم إطلاقها، الأمر الذي دفع بالوزير الاول إلى المطالبة بتسريع عملية تجسيد هذا المشروع الحيوي الذي يندرج في إطار مخطط وطني شامل للتكفل بمرضى السرطان في الجزائر من خلال اللجوء إلى صيغة التراضي. في أعقاب ذلك، عاين الوزير الأول مختلف أجنحة عيادة تصفية الكلى التي تم استلامها في جويلية 2011، كما وقف على عملية تهيئة ملعب ”عبد الرحيم” بالعشب الاصطناعي، وأشرف بالسوق الجوارية الجديدة لمدينة تيارت على توزيع قرارات الاستفادة من المحلات على الشباب البطالين في إطار مكافحة التجارة الموازية، ليختتم زيارته في الأخير بعقد لقاء مع ممثلي المجتمع المدني بدار الثقافة، اطلع خلاله على انشغالات مختلف فئات المجتمع التيارتي، حيث عبر عن تقديره لمستوى الوعي والمسؤولية التي اتسم بها النقاش، وأكد التزام الحكومة بالتكفل بكل الانشغالات التي تم طرحها، سواء بشكل فوري أو في إطار ميزانية 2014. مبعوث ”المساء” إلى تيارت: م / بوسلان