أظهرت الدراسات والبحوث التي أجريت بجامعة قاصدي مرباح (ورڤلة) حول زراعة وإنتاج “السبيرولينا” نتائج أولية مشجعة، حسبما أشار إليه السيد علي سقاي، أستاذ وباحث بكلية العلوم وعلوم الهندسة بالجامعة المذكورة. وأبرز باحثون بجامعة قاصدي مرباح، أن إنتاج هذا النوع من الطحالب الصغيرة يرتكز على معرفة علمية ملمة بالموضوع، لاسيما المعايير الإيكولوجية الضرورية على غرار المياه والمناخ والملوحة وغيرها، إلى جانب أهميتها التجارية والاقتصادية، وذلك من أجل تعميم زراعة “السبيرولينا” عبر جنوب البلاد. وتعد “السبيرولينا” من الطحالب ذات اللون الأزرق - الأخضر وهي من النباتات البحرية الغنية بالفيتامينات والبروتينات والعناصر الضرورية الأخرى لصحة جسم الإنسان، حسب ما أوضحه الباحث. وتمثل “السبيرولينا” مكملا غذائيا مثاليا بالنسبة لعدد كبير من الأشخاص عبر العالم، لاسيما النباتيين منهم والرياضيين بالنظر إلى ما تمنحه من طاقة وقوة للبدن، حيث تزيد من مقاومة الجسم وتقلل التعب البدني والشيخوخة، فضلا عن فوائد أخرى، وفق ما أضافه المصدر. وأوضح السيد سقاي، أنه يتم تسويق “السبيرولينا” على مستوى عدة بلدان بالعالم على شكل أقراص أو مسحوق مجفف، حيث تعد مادة أولية لصنع المنتجات شبه الصيدلانية وكذا غذاء لتربية الأحياء المائية. ويمثل إنتاج “السبيرولينا” مادة فلاحية “مدرة للربح” مقارنة بكلفة الاستثمار بالنسبة لزراعات أخرى في مناطق ذات مناخ صحرواي يمتاز بارتفاع درجة حرارته، حسبما أشار إليه المصدر. كما تعد “السبيرولينا” من الطحالب المتميزة بالتنظيف الذاتي وذات الاستهلاك الضعيف للمياه، حيث لا تتطلب إلا سمادا فلاحيا تقليديا ومساحة صغيرة لتنمو. وتنمو “السبيرولينا” مقارنة مع أنواع فلاحية أخرى بشكل مطرد على مدار السنة، وذلك في درجة حرارة تتراوح ما بين 35 إلى 40 درجة مئوية، حسبما شرحه المصدر. ويندرج الاستثمار في إنتاج “السبيرولينا” عبر منطقة جنوب البلاد من طرف المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المستحدثة من قبل الشباب، في إطار إرساء استراتيجية اقتصادية مستدامة، حسبما أشار إليه نفس الباحث والبروفيسور من جامعة قاصدي مرباح.