جامعة بسكرة تخصص 30 هكتارا للتجارب تدعم قسم العلوم الزراعية بجامعة محمد خيضر ببسكرة بمشروع محطة تجارب فلاحية على أرضية واسعة مساحتها 30 هكتارا تقع بطريق لوطاية ومن شأنها أن تسمح للأساتذة الباحثين و الطلبة بإجراء تجاربهم في أحسن الظروف. روبورتاج و تصوير م / بن دادة و ذكر الأستاذ خالد ملكمي عميد كلية العلوم الدقيقة و علوم الطبيعة و الحياة أن قسم العلوم الزراعية التابع لنفس الكلية يشهد تطورا متواصلا منذ إنشائه سنة 2001 و أن أرضية التجارب الفلاحية المخصصة له بالجامعة صارت غير كافية مع الإرتفاع المستمر لعدد الطلبة و الأساتذة الباحثين . و تحسبا للإحتياجات المطلوبة في المستقبل في هذا المجال دعت الحاجة لإنشاء فضاء أوسع للتجارب بطريق لوطاية . و أضاف عميد الكلية أن المشروع قد استنفذ تقريبا جميع الإجراءات حيث تم تحديد الأرضية و الإستفادة من مياه سد منبع الغزلان و دراسة المشروع جاهزة و لم يبق سوى الحصول على الإعتمادات المالية التي تتم على مستوى الوزارة الوصية. و كشف ذات المسؤول عن مشروع آخر قيد التحضير و هو مخبر بحث في العلوم الزراعية و البيولوجيا ( علم الحياة ). و أضاف أن قسم العلوم الزراعية يتميز باحتوائه على شعبة امتياز وطنية مفتوحة لكل أبناء الجزائر وهي بالإضافة إلى شعبة مماثلة لها في جامعة مستغانم تشكلان شعبتي الإمتياز الوحيدتين على المستوى الوطني في المجال الفلاحي المتخصص في زراعة المناطق الصحراوية و الجافة . هذه المكانة المرموقة في البحث العلمي خولت لقسم الزراعة بنسج علاقات مع عدة جامعات وطنية و دولية وخاصة مع مركز الأبحاث الزراعية بفرنسا الذي له فروع و يتعاون مع عشرات الدول عبر المعمورة. و طبيعة العلاقة التي تربطهم مع هذا المعهد حسب الأستاذ ملكمي هي تبادل الخبرات في مجال دراسات التنوع البيئي و التغير المناخي و الإستعمال العقلاني للمياه. و بصفة خاصة إجراء أبحاث حول زراعة النخيل و إنتاج التمور باعتبار أن ولاية بسكرة رائدة في هذا المجال و صارت رائدة كذلك في مجال الزراعا ت المحمية بواسطة البيوت البلاستيكية. لتوطيد هذه العلاقة مع المعهد الفرنسي يتم حاليا التحضير لتوقيع اتفاقية بينه و بين جامعة محمد خيضر أثناء زيارة ينتظر أن يقوم بها مدير هذا المعهد إلى بسكرة خلال شهر أفريل 2012 أين سيمضي الإتفاقية عن الجانب الجزائري رئيس جامعة محمد خيضر الأستاذ سلاطنية بلقاسم. و تنص الإتفاقية على بنود منها إجراء تربصات للأساتذة وطلبة الدكتوراه لإنجاز رسائلهم إضافة إلى البحوث التي ستتم على مستوى المخابر. و يذكر أن قسم العلوم الزراعية يحتوي على تسع مخابر بيداغوجية مزودة بكافة الأجهزة التي يحتاجها الأساتذة و الطلبة في أبحاثهم مثل مخبر فيزياء التربة أين يتم إجراء كل التحاليل الفيزيائية للتربة كالرطوبة و التحليل الحبيبي و النفاذية .. وغيرها. بمخبر التحاليل الكيميائية للتربة والنبات و المياه فقد توصل أساتذة قسم العلوم الزراعية إلى نتائج أبحاث مكنتهم من المشاركة في ملتقيات عالمية مثلما قال رئيس القسم الذي ذكر على الخصوص جهاز الإمتصاص الذري لإجراء التحاليل « الفوتومترية» و هو جهاز حديث يسمح بإجراء تحاليل ل 60 عنصرا ، و كشف العناصر الموجودة في التربة و المياه و النبات. واستطاع أساتذة من القسم باستغلال هذا الجهاز في انجاز أبحاث شاركوا بها أيضا في ملتقى دولي بالمغرب نالت إعجاب الخبراء المشاركين . و نظرا لغلاء سعر الجهاز الذي يبلغ ثمنه 700 مليون سنتيم فإن العديد من جامعات الوطن ليست مجهزة به و بالتالي يأتي باحثوها إلى بسكرة لإجراء تجاربهم بهذا الجهاز. إضافة إلى مخبر الأنسجة و البيوتكنولوجيا. و مخبر تربية مختلف الحيوانات. تخرج 4 دفعات منذ إنشاء القسم أوضح الأستاذ قيمر كمال رئيس قسم العلوم الزراعية أن هذا القسم يضم حاليا حوالي 245 طالبا و يشتغل وفق نظام « L M D « و قد تخرج منه حتى الآن أربع دفعات. و القسم يعتبر ملائما لتخصص المنطقة في الفلاحة المسقية و فلاحة النخيل في مناخ جاف. هذا التخصص سمح لولاية بسكرة باحتلال الرياده كما قال في انتاج التمور بعد النقلة النوعية المحققة في عدد النخيل بانتقالها من حوالي 300 ألف نخلة سنة 2000 إلى أكثر من 4 ملايين نخلة حاليا. و في مجال الخضروات صارت ولاية بسكرة تغطي أكثر من 40 بالمائة من الطلب الوطني في منتوجات مثل الطماطم و الفلفل بفضل توسع مساحة الزراعات المحمية تحت البيوت البلاستيكية التي تجاوزت حاليا 2000 هكتار. فضلا عن عامل الإنتاج المبكر الذي يزيد هذه الثروة أهمية تجارية استثنائية. النشاط الفلاحي بالجهة و النتائج المحققة و ما ينتظر تحقيقه مستقبلا يعتبرها قسم العلوم الزراعية من صميم اهتماماته باعتبار أن طلبته و أساتذته يساهمون من خلال الأبحاث التي يقومون بها في تطوير و تحسين الأصناف الموجودة من مختلف النباتات بالجهة. و في هذا الشأن يقول بأن لديهم اتصالات مباشرة مع الفلاحين بواسطة الطلبة و أساتذتهم. ففي كل صيف يقوم الطلبة بتربصات ميدانية لدى الفلاحين و ينجزون تقارير يتم تقييمها من طرف الأساتذة. و تسمح بالتالي تلك التربصات بالإحتكاك بالفلاحين قصد اكتساب خبرتهم و الإطلاع على مشاكل نشاطهم الفلاحي و من خلال ذلك يتم اقتراح مواضيع رسائل نهاية التخرج للمهندسين. نتائج ذات صدى دولي استطاع قسم العلوم الزراعية فضلا عن تخريج دفعات متتالية من المهندسين أن يكون له صدى دوليا بفضل أساتذته الذين ينشطون على مستوى عالمي ينشرون أبحاثهم في مجلات دولية و منهم من استطاع أن يحصل على جوائز، مثل الأستاذ مصمودي علي الذي تحصل على جائزة منظمة الأسمدة العربية التابعة لجامعة الدول العربية بفضل نتائج جديدة اكتشفها في مجال استعمال الأسمدة الفوسفاتية. و يرتكز اكتشافه كما أوضح لنا على استعمال مادة الفوسفات في صورتها الطبيعية بإضافة مواد طبيعية أخرى بحيث يكون السماد في نهايته مركب طبيعي كامل. و الميزات الموجودة في هذا السماد فضلا عن كونه طبيعي 100 بالمائة أنه اقتصادي جدا مما يؤدي إلى خفض كلفة الإنتاج ويعطي نتائج تطبيقية مماثلة أو أحسن من السماد الصناعي . من جانب آخر أوضح نفس الباحث أنه يعمل حاليا على موضوعي مكافحة مرض البيوض الذي يصيب التمور و استعمال المياه المالحة في السقي الفلاحي . و سيؤدي إيجاد حل لاستعمال المياه المالحة في السقي إلى استغلال الثروة المائية الهائلة الموجودة بولاية بسكرة وولايات أخرى من الوطن. و لايكون هذا حسب الباحث إلا بعد إيجاد أصناف نباتية مقاومة للملوحة أو إيجاد طرق تقنية لاستعمال تلك المياه دون أضرار. وتجدر الإشارة إلى أن نسبة ملوحة المياه في ولاية بسكرة تصل في حدها الأعلى حسب نفس الباحث إلى 10 غرام في اللتر وفي المتوسط تتراوح بين 4غ و 5غ في اللتر وهي نسبة مرتفعة لأن الملوحة في المياه العادية لا تزيد عن 1 غ في اللتر. و للوقاية و مقاومة مرض البيوض الذي يصيب النخيل و حفارة الطماطم التي تضر كثيرا بمردودية إنتاج الطماطم توجد أبحاث يجريها أساتذة و طلبة من قسم العلوم الزراعية و قد استطاعوا فعلا حسب رئيس القسم أن يتوصلوا إلى نتائج جيدة و مشجعة. كما استطاعت الأستاذة فطوم لخذري أن تسجل براءة اختراع حول استعمال مخلفات النخيل كسماد للتربة. إلا أن المشكل الذي ذكره الأساتذة مرتبط دائما باستغلال تلك الأبحاث اقتصاديا مثلما هو الحال بالنسبة لكثير من الإختراعات التي يتوصل إليها باحثون جزائريون عبر مخابر البحث بمختلف جامعات الوطن و التي تبقى حبيسة الأدراج لعدم وجود جهة تشتري تلك الإختراعات و تستغلها اقتصاديا.