تشهد زراعة الزيتون توسعا معتبرا بولاية وهران بفضل التدابير التحفيزية التي بادرت بها الدولة من أجل تنويع الانتاج الفلاحي حسبما يؤكده المتعاملون. فبعد أن كانت هذه الزراعة تقتصر على بعض البساتين ارتفعت المساحة المخصصة لها في ظرف عشرية واحدة (1999-2009) من 500 هكتار الى قرابة 8000 هكتار كما أشارت الى ذلك الغرفة المحلية للفلاحة التي ترتقب توسيع هذه المساحة - في أفق 2012- الى أكثر من 10.000 هكتار. وتكاد زراعة الزيتون أن تتجاوز زراعة الحبوب ببعض الجهات من هذه الولاية خاصة بمنطقة "الحسيان" أين أصبحت الحقول المستغلة في زراعة أشجار تجسد على طول ضفتي الطرقات الثانوية و البلدية و الولائية لمختلف بلديات ولاية وهران. وعلى ضوء النتائج الايجابية المحققة ابتداء من سنة 2000 تاريخ تجسيد المخطط الوطني للتنمية الفلاحية فان ذلك قد شجع العديد من الفلاحين على التخصص في زراعة الزيتون التي باتت مجالا زراعيا يستقطب الكثير من مهني هذا القطاع. والجدير بالذكر أن زراعة الزيتون لم تعد تقتصر منفعتها بولاية وهران على الوظيفة الايكولوجية و ذلك باستعمال أشجارها لتزيين حافتي الطرقات فحسب و انما انتقلت الى مرحلة الانتشار و الاستثمار الفعلي كما أشار الى ذلك المشاركون في يوم دراسي حول هذه الزراعة انتظم مؤخرا بعاصمة الغرب الجزائري. وينظم مسؤولو القطاع باستمرار تظاهرات علمية و أياما دراسية وحملات تحسيس و توجيه وارشاد لفائدة الفلاحين خاصة أصحاب المستثمرات الفلاحية الفردية و الجماعية بغية تشجيعهم على زراعة الزيتون. وقد تم خلال العديد من اللقاءات التي تناولت موضوع تطور زراعة الزيتون ابراز المزايا الاقتصادية و التجارية المرتبطة بهذا النشاط الفلاحي الذي أضحى يحقق في الهكتار الواحد عوائد تجارية تعادل عشر مرات ما يتم جنيه من وراء زراعة الحبوب بمنطقة مثل وهران التي أنهكت زراعة الحبوب و الكروم أراضيها الخصبة لمدة تجاوزت القرن من الزمن. وسمح التطور الكبير الذي عرفته زراعة الزيتون خلال السنوات الأخيرة بنشأة أولى المعصرات على مستوى هذه المناطق حيث تخصصت احداها في انتاج الزيت الخاص بالعلاج وهو الأمر الذي تم ابراز مزاياه من قبل خبراء ايطاليين نشطوا مؤخرا لقاء بوهران حول الزيتون و تقنيات تحويله. وتقع المعصرات الأربع بالجهة الجنوبية الشرقية للولاية (دائرة واد تليلات) و كدا الهضبة الخصبة لدائرة سيق (ولاية معسكر). وأبدى المتعاملون الايطاليون خلال نفس اللقاء اهتمامهم بهذه المنطقة التي تعتبر من أهم مناطق زراعة الزيتون في البلاد مع اقتراح المساهمة في تطوير هذ النوع الفلاحي الذي تتميز به منطقة البحر الأبيض المتوسط.