أحصت المديرية العامة للغابات، خلال موسم الصيف الجاري، 1442 حريقا أتلف 9 آلاف هكتار. وحسب تصريح المدير العام لمديرية الغابات، السيد محمد صغير نوال، فإن الإجراءات الوقائية المتخذة بالتنسيق ما بين المديرية والحماية المدنية والسلطات المحلية، سمحت بتخفيض عدد الحرائق، ناهيك عن اعتدال حالة الطقس وعدم تسجيل فترات طويلة من الحر الشديد كالتي سجلت السنة الفارطة، واستحسن السيد محمد الصغير وعي المواطن بضرورة المشاركة في الوقاية وإخماد النيران، مشيرا إلى أن الجزائر تخسر سنويا 28 ألف هكتار من الغابات بسبب الحرائق، 50 بالمائة منها تتجدد بطريقة طبيعية في حين يتم سنويا غرس بين 50 و60 ألف هكتار . وفي تصريح المدير العام للغابات، السيد محمد الصغير نوال، ل”المساء” فإن اعتدال الظروف المناخية خلال موسم الصيف الجاري سمح بانخفاض عدد الحرائق. مشيرا إلى أن السنة الفارطة تميزت بارتفاع درجات الحرارة التي بلغت مستويات قصوى واستمرت لمدة 15 يوما، مما سمح بالرفع من عدد الحرائق التي بلغت 3820 حريقا، في حين لم تزد الأيام التي سجلت فيها درجات حرارة مرتفعة عن ثلاثة أيام هذه السنة وهو ما سمح بانخفاض عدد الحرائق بنسبة 40 بالمائة، كما أن الحرائق الأخيرة مست ما يعادل 6 هكتارات من الغابات لكل حريق، في حين أتلف كل حريق السنة الفارطة 16 هكتارا. وأرجع المدير العام للغابات انخفاض المساحات التي أتت عليها ألسنة النيران التي بلغت 9 آلاف هكتار مقابل 63 ألف هكتار السنة الفارطة إلى التدخل السريع لعمال الغابات بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية، بالنظر إلى الإجراءات المتخذة، منها تجهيز فرق المراقبة الخاصة بمديرية الغابات وعددها 5 آلاف فرقة بأحدث وسائل الاتصال لضمان السرعة في التبليغ عن اندلاع الحرائق، مع تنصيب 450 محطة للحراسة مجهزة هي الأخرى بأحدث الوسائل الخاصة بالمراقبة والاتصال، وهو ما سمح بضمان التدخل السريع من طرف عمال الغابات قبل وصول المساعدة من الحماية المدنية. وبالنسبة لهذه السنة، فقد سجل ارتفاع درجة الوعي وسط المواطنين الذين ساهموا بشكل كبير في الوقاية وإخماد النيران، وحسب السيد نوال، فإن الخسائر التي لحقت بالغابات والمساحات المجاورة لها السنة الفارطة ساهمت بشكل كبير في كسب تعاون المواطن، ناهيك عن نتائج الحملات التحسيسية التي تشدد على ضرورة حماية المساحات الخضراء وعدم ترك الفضلات أو إشعال النيران بالقرب من الغابات. من جهة أخرى، أعرب المدير العام للغابات عن ارتياحه لعمل اللجنة الوطنية للوقاية ومكافحة النيران التي اجتمعت ثلاث مرات هذه السنة، وهي التي تضم ممثلين عن المديرية العامة للغابات، مصالح الحماية المدنية، وزارات الداخلية والأشغال العمومية، بالإضافة إلى مصالح الديوان الوطني للأرصاد الجوية والشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية، ومن مجمل التدابير التي اتخذت، تنظيف كل من حواف الطرقات والسكك الحديدية من الأعشاب الضارة مع فتح عدد من المسالك إلى الغابات. وبالنظر إلى التغيرات المناخية وإمكانية تسجيل ارتفاع في درجات الحرارة خلال الأشهر المقبلة، قررت اللجنة الوطنية التي يترأسها الأمين لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، السيد أحمد فروخي، تمديد العمل بمختلف التدابير المعتمدة من طرف اللجنة إلى غاية 31 أكتوبر المقبل، وسيتم التركيز على اليقظة والتجنيد التام لمختلف فرق المراقبة والتدخل. وعن العمل الميداني لهذه السنة، أشار السيد محمد الصغير نوال إلى تدعيم الفرق المتنقلة الخاصة بمديرية الغابات ب80 فرقة إضافية مقارنة بما تم تجنيده السنة الفارطة، كما أن اجتماعات اللجنة الوطنية للوقاية ومكافحة الحرائق تم عقدها شهر ماي الفارط حتى يتم تحضير كل الإمكانيات المادية والبشرية في وقت مبكر، وخلافا للسنوات الفارطة، فقد استفاد عمال الغابات من تكوين خاص بعدد من مدارس الحماية المدنية في مجال الوقاية والتدخل السريع لإخماد النيران وهي المبادرة التي أعطت نتائج جد محفزة على أن تعمم السنوات الفارطة. وبخصوص اعتماد تقنية إخماد النيران عبر التدخل الجوي، أشار المسؤول إلى أنه هذه السنة لم تتم الاستفادة من الاتفاق المبرم ما بين وزارة الفلاحة وشركة الطيران “الطاسيلي” لأن الوقت لم يكن مناسبا لتوفير طائرات هيلكوبتر خاصة تسمح باستعمال صهاريج خاصة لإخماد النيران من الجو، لكن السنة المقبلة سيتم إدراج هذه التقنية ضمن مخطط حماية الغابات من الحرائق، وهي السنة التي ستتزامن كذلك مع دخول فرق التدخل الجوية لمصالح الحمية المدنية الخدمة، وعليه تتوقع المديرية تطوير وسائل التدخل والحد من الحرائق التي تمس الغابات وكل المساحات الخضراء. ويذكر أن الغابات تمتد على مساحة 4,115 ملايين هكتار تتلف الحرائق سنويا 28 ألف هكتار منها، غير أن 50 بالمائة من هذه المساحات تتجدد بطريقة طبيعية بعد سنتين. بالمقابل، تخسر الجزائر سنويا بين 5 و6 آلاف هكتار بسبب التوسع المعماري أو اقتلاع الأشجار بطريقة غير شرعية، وعليه سطرت المديرية العامة للغابات استراتيجية وطنية تقضي بغرس بين 50 و60 ألف هكتارا سنويا.