وافقت دولة فلسطين على عقد مؤتمر دولي حول الأسرى بالعاصمة الفرنسية خلال الأشهر القادمة، لبحث قضية هؤلاء الأسرى كقضية تمس المجتمع الإنساني وكل الأحرار ومناصري العدالة في العالم. وجاءت الموافقة خلال لقاء جمع أمس وزير شؤون الأسرى الفلسطيني عيسي قراقع بوفد تضامني فرنسي، أشاد خلاله الوزير الفلسطيني بالمواقف الداعمة لقضية الشعب الفلسطيني، خاصة قضية الأسرى، والتي تجسدت في التوأمة مع المخيّمات الفلسطينية وفي الحملة التي أُطلقت من باريس؛ لإطلاق سراح القيادي المعروف مروان البرغوثي وكل الأسرى الفلسطينيين. واستعرض قراقع مع الوفد الفرنسي الأوضاع داخل المعتقلات الإسرائيلية وحجم الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى؛ سواء من خلال ممارسة التعذيب واعتقال الأطفال والاعتقال الإداري والإهمال الصحي والحرمان من الزيارات وغيرها. للإشارة، فإنه من المقرر أن تطلق وزارة شؤون الأسرى الفلسطينية اليوم، حملة إعلامية وشعبية للمطالبة بإنقاذ حياة الأسرى المرضى، وإطلاق سراحهم، خاصة من هم في حالة حرجة داخل المعتقلات الإسرائيلية. بالتزامن مع ذلك، استشهد شاب فلسطيني لم يتجاوز عقده الثاني، كان أصيب في عملية اقتحام نفّذتها قوات الجيش الإسرائيلي قبل عشرة أيام بالضفة الغربية، وأسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخر. ويأتي استشهاد الشاب الفلسطيني في نفس الوقت الذي أصيب العديد من المواطنين الفلسطينيين باختناقات نتيجة استنشاقهم للدخان الكثيف المنبعث من القنابل الغازية السامة المسيلة للدموع، التي استخدمتها قوات الاحتلال في مواجهات اندلعت الجمعة الأخير بين جنود الاحتلال وعشرات الشبان على المدخل الشمالي الرئيس لبلدة "الرام" وعند معبر "قلنديا" شمال القدسالمحتلة. وكان الشبان الفلسطينيون قد أضرموا النار في إطارات مطاطية، ووضعوا حجارة كبيرة في مدخل الرام لعرقلة تقدم قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تواجدت بكثافة خلف مقاطع إسمنتية قبالة مدخل البلدة، وأطلقت بشكل كثيف قنابل صوتية حارقة وغازية سامة مسيلة للدموع، أصابت خلالها العديد من الفلسطينيين باختناقات شديدة، فيما شهد محيط معبر "قلنديا" مواجهات مماثلة. وكانت المواجهات اندلعت في المنطقة؛ احتجاجا على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال قبل أيام بمخيّم قلنديا المجاور، وراح ضحيتها ثلاثة شهداء وعدد كبير من الجرحى.