تتجدد مع كل دخول مدرسي جديد معاناة التلاميذ بالنظر إلى نقص التغطية فيما يخص الإطعام المدرسي بولاية البليدة، مقارنة بالعدد الهائل للتلاميذ الذين هم بحاجة ماسة إلى هذه الخدمة، لاسيما تلاميذ المناطق النائية والجبلية٫. يرجع الاكتظاظ الحاصل في بعض المؤسسات التربوية إلى سنوات العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر، حيث يحصي قطاع التربية بالبليدة 15 مدرسة ابتدائية مغلقة إلى يومنا هذا، من إجمالي 355 مدرسة موزعة عبر كامل تراب الولاية، وتتوزع هذه المدارس المغلقة في المنطقة الشرقية من الولاية التي عرفت تدهورا أمنيا أثناء الأزمة التي مرت بها بلادنا في فترة التسعينيات، كما هو الحال في بلديتي صوحان والأربعاء، حيث لايزال تلاميذ المدرسة الابتدائية بأعالي مدينة صوحان الجبلية يعانون الجوع نتيجة انعدام مطعم مدرسي، إلى جانب مدرسة الصفصاف بأعالي منطقة بوينان، التي استرجعتها السلطات بعد الزيارة التفقدية الأخيرة التي قام بها المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي في البليدة، السيد محمد وشان الذي أمر بترحيل العائلات التي كانت قاطنة بها خلال السنوات الماضية، حيث شرعت الجهات المسؤولة بترميمها وتهيئتها من جديد لتشجيع النازحين على العودة إلى مناطقهم وتخفيف الضغط على المدارس الأخرى، وقد مس هذا الإجراء بعض المدارس بمنطقة مفتاح. كما ساهمت المدارس الابتدائية المغلقة بشكل كبير في ظاهرة الاكتظاظ، ووجدت فيها العائلات الفارة من جحيم الإرهاب ملجأ لها، الأمر الذي جعلها تمتنع عن الخروج منها إلا في حالة الاستفادة من سكنات اجتماعية، وهو ما صعب على مسؤولي قطاع التربية بالبليدة استرجاع تلك المؤسسات التربوية للتقليل من الضغط على نظيراتها بالمناطق الحضرية، أين تعدى عدد التلاميذ في القسم الواحد 40 تلميذا، في ظل غياب المطاعم المدرسية بهذه المؤسسات، مما ضاعف من متاعب التلاميذ لحصولهم على وجبة ساخنة تخلصهم من جوع يوم بأكمله. أكد مصدر بمديرية التربية بالبليدة، أن نسبة التغطية في المطاعم المدرسية لا تتعدى 57 بالمائة، حيث يستفيد أزيد من 61 ألف تلميذ متمدرس ب 199 مدرسة ابتدائية من خدمات 176 مطعما مدرسيا، كما يتوفر القطاع على 14 مطعما مركزيا يقدم خدماته اليومية لعدة مدارس موجودة على مستوى الولاية، وفي نفس السياق، أكد المصدر أن قطاع التربية بالولاية سيتدعم بالعديد من المنشآت الجديدة، لاسيما المطاعم المدرسية التي تعرف نقصا ملحوظا، والمتمثلة في تدعيم القطاع ب 12 مطعما إضافيا، ليصل العدد الإجمالي إلى 188 مطعما خلال الدخول المدرسي المقبل. ورغم الجهود المبذولة من طرف مسؤولي القطاع، تبقى المطاعم المدرسية في البليدة بحاجة ماسة إلى مزيد من الإنجازات. للإشارة، دشن والي البليدة خلال السنة الماضية في إطار إحياء اليوم الوطني للهجرة المصادف ل 17 أكتوبر، عددا من المطاعم المدرسية بكل من ابتدائية أولاد قايد بمركز ملاحة، بلدية بوينان، إلى جانب مطاعم أخرى بكل من مدرسة حي الصومام ببلدية بوفاريك، مدرسة كوران، مدرسة آيت خالد التي تقدم 200 وجبة غذائية ساخنة لفائدة تلاميذ المناطق النائية والجبلية. ومن جهتهم، فقد أكد رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ بالمؤسسات التربوية عبر الولاية، أن التغطية فيما يخص المطاعم المدرسية لا تزال بعيدة كل البعد عن المستوى المطلوب، حيث يضطر التلاميذ إلى الانتظار أمام مدارسهم لتناول وجبات باردة لا تسمن ولا تغني من جوع، خاصة تلك ا الموجودة في المناطق النائية والجبلية، ولا يزال التلاميذ يعانون مشقة غياب النقل المدرسي من جهة، وانعدام المطعم المدرسي من جهة أخرى، وفي هذا الصدد، طالب العديد من مسؤولي جمعيات أولياء التلاميذ تجسيد حق المتمدرس في الإطعام في كل المؤسسات التربوية، وفقا للنصوص والقوانين المعمول بها لتمكين التلاميذ من حصد نتائج مشرفة.