واصلت قوات الجيش المصري عملياتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة التي كانت أطلقتها منذ الأسبوع الماضي بمنطقة سيناء على الحدود مع قطاع غزة وإسرائيل في محاولة لتحييد عناصرها المناؤين للنظام المصري الجديد. ويقوم الطيران الحربي المصري، منذ الجمعة، بعمليات قصف جوي مكثف على عدة مواقع بهذه المنطقة التي تحولت في الأشهر الأخيرة إلى مسرح لعمليات مسلحة وتفجيرات استهدفت في معظمها القوات المصرية من جيش وشرطة وحرس حدود وخلفت سقوط عشرات القتلى في صفوفها. وذكر الجيش المصري أنه استهدف منازل ومخازن للأسلحة تابعة لهذه الجماعات المسلحة بمناطق رفح والشيخ زويد وفي قرى على حدود قطاع غزة وإسرائيل. مشيرا إلى تمكن قواته من تدمير ما لا يقل عن 38 موقعا لتمركز هذه الجماعات التي تصاعد نشاطها خاصة منذ عزل الرئيس الاخواني محمد مرسي في الثالث جويلية الماضي. ووصفت عدة صحف مصرية هذه الحملة بأنها "الأقوى والأعنف" على مواقع الجماعات المسلحة منذ بداية العملية العسكرية منذ أيام بشمال سيناء. كما أشارت إلى أن قوات الجيش والشرطة استطاعت ضبط اثنين ممن وصفتهما بأخطر "الجهاديين" في منطقة الوادي الأخضر جنوب الشيخ زويد كما تم ضبط قذائف هاون و«ار. بي. جي" وأشرطة توصيل للعبوات الناسفة وكميات من مادة "تي. ان. تي" شديدة الانفجار. وذكرت مصادر عسكرية أن قوات الجيش عادت لمداهمة قرى جنوب الشيخ زويد ورفح بعد ورود معلومات عن عودة بعض "الإرهابيين" المسلحين إليها بعد هروبهم منها خلال عمليات عسكرية سابقة. وأشارت إلى أن العملية أسفرت عن مقتل عدد من عناصر هذه الجماعات واعتقال آخرين. كما قام الجيش المصري بتفجير نفق ضخم قال إنه مخصص لتهريب السيارات إلى قطاع غزة في وقت تم إغلاق 95 بالمائة من الأنفاق بين مصر وغزة. واعتاد الجيش المصري في الفترة الأخيرة على إصدار بيانات تلخص نتائج عملياته العسكرية بمنطقة سيناء المتوترة، حيث يعلن بين الفترة والأخرى عن ضبطه سواء لسيارات مفخخة كانت موجهة لاستهداف حواجز عسكرية أو أمنية أو إبطال مفعول قنابل غرست على حواف الطرق وسكك الحديد، إضافة إلى إعلانه عن قتله للعديد من المسلحين واعتقال آخرين. وأعلن، أمس، عن استمرار عمليات إزالة واقتلاع أشجار الزيتون في مزارع جنوبالعريش على طول جانبي الطريق المؤدي إلى مطار العريش بغرض الانتهاء من توسيعه بعرض 150 مترا ضمن خطوة لتسهيل مهمته في فرض سيطرته على المنطقة. بالتزامن مع ذلك، واصلت السلطات المصرية، ولليوم الرابع على التوالي، إغلاق معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة في أعقاب التفجيرين اللذين استهدفا مبنى للمخابرات العسكرية المصرية وحاجزا للجيش الأربعاء الماضي واللذين أسفرا عن مقتل 11 شخصا وإصابة 17 آخرين.