أكد الدكتور عبد المجيد حمري رئيس مصلحة طب الأعصاب بالمركز الاستشفائي الجامعي بقسنطينة، أن التشخيص المبكر لمرض الزهايمر يُعد من أهم الوسائل لكبح تطور هذا المرض الخطير وتفادي مضاعفاته، التي قد تؤدي إلى الجنون في غالب الأحيان؛ حيث شدد المتحدث خلال مداخلته حول ضرورة الكشف المبكر عن الزهايمر خلال اليوم الإعلامي الذي احتضنه أمس المركز الثقافي "محمد يزيد" بالخروب بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة الزهايمر، على أهمية استشارة الطبيب منذ ظهور الأعراض الأولى لهذا المرض الذي يفتك بالأشخاص المسنين بالدرجة الأولى، والذي قد يصيب 4 أضعاف من 26 مليون نسمة مصابين بهذا المرض في العالم سنة 2050، حسب دراسات عالمية، مشيرا في ذات السياق إلى أن الجزائر لوحدها أحصت أزيد من 100 ألف شخص مصاب. وقال الدكتور إن متابعة ومرافقة المرضى المصابين بداء الأعصاب والنسيج الدماغي والذي يصيب الوظائف العقلية ولاسيما منها الذاكرة، كما حدده طبيب الأمراض العقلية الألماني ألوا ألزهيمر سنة 1906، يكتسي أهمية كبرى من أجل مساعدة المريض في التعايش مع مرضه بدون الغوص في التوحد والعزلة، التي قد تؤدي به إلى الجنون، كما هو في غالب الحالات المصابة. أما عن تكاليف التكفل بهذا المرض فأكد رئيس مصلحة طب الأعصاب بالمركز الاستشفائي الجامعي، أن تكاليف علاجه ترتفع كلما تزايد سن المريض، حيث أشار الحاضرون إلى أن الزهايمر أصبح من بين المشاكل الهامة والخاصة بالصحة العمومية بعد أن بات له حسب تعبيرهم رهاناته الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة في البلدان؛ إذ يتضاعف الأمل في الحياة كما هي الحال في الجزائر، ويحتّم ذلك ضرورة التشخيص المبكر والمتابعة الطبية والنفسية والاجتماعية المنتظمة للمريض، مضيفين أن خلل الذاكرة يُعتبر أبرز وأكثر أعراض هذا المرض ظهورا في بدايات الإصابة، وهو ما قد يمكن كشفه من طرف محيط المريض؛ الأمر الذي يمكّن الطبيب المعالج من تعطيل تطور المرض ومساعدة المريض على التعايش مع حاله. للإشارة، فإن مصلحة طب الأعصاب بالمركز الاستشفائي الجامعي بقسنطينة، بها خلية متابعة طبية ونفسية لمتابعة المرضى منذ 3 سنوات؛ وهذا قصد التكفل بالأشخاص المصابين بهذا الداء، الذي شمل نحو 26 مليون نسمة في العالم سنة 2005.