أحيت أمس مصالح أمن ولاية الجزائر الذكرى المزدوجة ليوم المجاهد المصادف ل20 أوت وذلك بتنظيم ندوة تاريخية على مستوى مقر الجمهرة الثامنة لوحدات الأمن بالقبة حضرها عدد كبير من الطلبة والأعوان، وقد تمحورت الندوة التي نشطها اطارات من الأمن الوطني حول أهم الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من هاتين المناسبتين والتي اعتبرها محافظ الشرطة السيد دعو بمثابة الانطلاقة المتجددة لثورة التحرير والنفس الجديد للثوار من خلال فك الحصار بالكفاح المسلح وإعادة التنظيم السياسي عبر مؤتمر الصومام الذي تبنى مبدأ التسيير الجماعي للثورة. وقدم السيد دعو تحليلا مفصلا لهجمات الشمال القسنطيني بقيادة الشهيد البطل زيغود يوسف الذي ورغم الظروف التي تميزت باستشهاد واعتقال عدد من قادة الثورة، إلا أنه اثبت للمستعمر أن للثورة رجال وأنها محاطة بتأييد وحماية الشعب الجزائري الذي واجه استراتيجية ومشروع جاك سوستال الرامي إلى فصل الشعب عن الثورة. واعتبر المحاضر أحداث 20 أوت 1955 بمثابة الضربة القوية للجيش الفرنسي وقادته بحيث تمكن قادة الثورة من تحطيم أسطورة الجيش الذي لايقهر حتى أن أكبر القادة الفرنسيين صنفوا أحداث الشمال القسنطيني على نفس الأهمية من أحداث الفاتح نوفمبر، بل وأكبر بقليل من حيث قوة الضربات وتأثيرها ومدى الحشد الجماهيري الذي التف من حولها. من جهته، تحدث رئيس مكتب التكوين بأمن ولاية الجزائر العميد الأول السيد بوعلام اللّه رشيد عن مؤتمر الصومام وعن معظم التواريخ التي ارتبطت بالثورة والتي انطبقت وتزامنت مع فصول السنة فكان في موسم الزرع المتزامن وفصل الخريف بداية للاعلان عن الثورة المصادف للفاتح نوفمبر وكان لقوة فصل الشتاء اشتداد في حدة الثورة وضرباتها القوية والموجعة ضد جيش المستعمر وكان في الربيع بداية لانتصار الثورة في شهر مارس ليحصد الشعب كله النصر والاستقلال شهر جويلية من صيف 1962. واعتبر السيد بوعلام الله رشيد سلك الشرطة من اكبر الاجهزة المخلدة لرموز الثورة وأبطالها حيث انها تستند إلى أسماء الشهداء والرموز وتستعملهم كشفرات وعناوين للاتصال والتعامل بين مختلف المصالح على غرار مقر أمن ولاية العاصمة المعروف برمز "الأوراس".