انطلقت، نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات الطبعة الثامنة لمهرجان المسرح الفكاهي بعاصمة التيطري المدية، حيث أعطى السيد إبراهيم مراد والي الولاية، إشارة انطلاقه الرسمية من على ركح مسرح كلية الحقوق بالمدية، وهذا بحضور السلطات المدنية والعسكرية وكوكبة الفنانين وهواة الفن الرابع. وفي كلمته الافتتاحية، أكد محافظ المهرجان (بلحنيش ميلود) أن هذه التظاهرة أصبحت تُعد من المحطات الثقافية الهامة على المستوى الوطني، مشيرا، في ذات الصدد، إلى التطور الكبير التي ستشهده هذه الدورة من خلال توزيع برنامج في بعض بلديات الولاية، وكذا عرض مسرحيات في مدينة القليعة والمسرح الوطني؛ مما سيعطي دفعا قويا للترويج لهذه الدورة. كما عرّج محافظ المهرجان على الحديث عن الشخصية التي ستحمل اسمها هذه الدورة، التي يعتبرها من بين عمالقة المسرح وأهم أيقوناته، والمتمثلة في المرحوم عبد القادر علولة. من جهته، ربط والي الولاية، في كلمته، بين الفعل الثقافي ودوره في تطوير الشعوب، خاصة المسرح؛ باعتباره مرآة عاكسة لكل آمال وآهات المجتمع؛ حيث تحدّث عن البصمة التي تركها علولة في الأجيال وتحدّيه لكل الصعاب من أجل فنه ومبادئه، كما تم عرض بورتريه مصوَّر عن المرحوم علولة، ليكون مسك الختام مسرحية “ضيف السيناتور “ من ولاية الشلف. للتذكير، ستتنافس 08 عروض مسرحية على جائزة “العنقود الذهبي” التي تُعتبر أهم جائزة ستنالها أحسن مسرحية متكاملة، حيث حُدّد مبلغ الجائزة ب500 ألف دج، بالإضافة إلى تخصيص 09 جوائز أخرى؛ جائزة أفضل نص، جائزة أفضل إخراج، جائزتي أفضل ممثل وممثلة، جائزة أفضل سينوغرافيا، جائزة أحسن دورين ثانويين نسائي ورجالي، جائزة أفضل موسيقى وأخيرا جائزة لجنة التحكيم. وقد تم اختيار العروض الثمانية المتنافسة من خلال تصفيات وقفت عليها لجنة متخصصة؛ حيث تم اختيار كل من مسرحية 10% سلطان لتعاونية ماكومداس للفنون الدرامية لأم البواقي، من إنتاج المسرح الجهوي لڤالمة، مسرحية سي المخرج، إنتاج جمعية محفوظ طواهري لعين الدفلى، مسرحية الطبيب إنتاج فرقة البليري لولاية قسنطينة، مسرحية فرعون إنتاج تعاونية عامر للثقافة والسياحة لولاية سطيف، مسرحية الاختطاف إنتاج المسرح الجهوي لأم البواقي، مسرحية هو وهي إنتاج، جمعية أشبال عين البنيان، مسرحية كازينو، جمعية شباب وفنون تابلاط ولاية المدية. هذا، وقد سطّرت محافظة المهرجان برنامجا خارج المنافسة، ستحتضنه الإقامات الجامعية والعديد من بلديات الولاية قُدرت ب45 عرضا، بمعدل 11 عرضا في اليوم، بالإضافة إلى تقديم عروض بمدينة القليعة وكذا المسرح الوطني الجزائري في إطار التشهير بالمهرجان خارج الولاية. كما سيتم تنظيم ورشات ولقاءات على هامش التظاهرة الرسمية، حيث برمج القائمون على التظاهرة أربع ورشات تعليمية مخصصة للتمثيل، على غرار الإخراج، السينوغرافيا والكتابة الدرامية، بالإضافة إلى تنظيم أيام دراسية في الفترة الممتدة من 26 إلى 29 سبتمبر، تدور محاورها حول مجال النص والأداء في التجربة المسرحية للفنان المسرحي عبد القادر علولة. وفي ذات السياق، سيتم تقديم أيام دراسية حول شخصية الفنان عبد القادر علولة، تهدف إلى تسليط الضوء على أعمال صاحب أشهر ثلاثية في المسرح الجزائري الموسومة ب “الأجواد”، “الڤوال” و«اللثام”، من بينها يوم دراسي حول موضوع “عبد القادر علولة”، حياته، رؤاه الفنية والإبداعية، شهادات حية”، وهو موضوع سيتم التطرق إلى مضمونه بالتعاون مع مؤسسة عبد القادر علولة، المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي وأصدقاء الفقيد. وسيخصَّص اليوم الأخير لدراسة موضوع “تجربة الكتابة والإخراج” لدى صاحب المسار التأليفي والفني الحافل، بمشاركة باحثين من قسم الفنون والفنون الدرامية لجامعة السانية بوهران. وعلى صعيد آخر، سطّرت محافظة المهرجان على هامش هذه الطبعة، برنامجا أدبيا أخذ اسم الأديب الجزائري الراحل (أبي العيد دودو)؛ حيث سيشرف عليه الكاتب والأديب عبد الرزاق بوكبة، وسيكون رواد ومحبو الأدب على موعد مع ندوات تحتضنها دار الثقافة حسان الحسني، منها ندوة بعنوان الأدب الساخر في ضيافة المسرح، سيخوض فيها الأستاذ سعيد بن زرقة من خلال كتابه “قلة أدب”، نموذجا. أما الكاتبة سميرة قبلي فستغوص في تجربتها مع العمود الساخر.