تتأهب عاصمة التيطري لإحياء أحد أبرز مهرجاناتها الثقافية، الأمر يتعلق بالمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي الذي سيرفع ستار حلته الثامنة من دار الثقافة حسان الحساني بداية من الخامس و العشرين من سبتمبر الجاري إلى غاية الثلاثين منه، حسبما كشف عنه مدير ثقافة المدية " ميلود بن حميش" للجزائر الجديدة . من المنتظر و حسب برنامج التظاهرة أن تعمل طبعة هذه السنة، على غرار سابقاتها، على جمع أفضل الأعمال الجزائرية في فئة "المسرح الفكاهي "لدخول المنافسة على أعلى جائزة للمهرجان: "العنقود الذهبي". و قصد تفعيل تقليد الجودة، فإن المنظمين سبق لهم و أن نظموا تصفيات للمشاركة في فعاليات المهرجان تمت منتصف شهر أوت المنصرم، أين وقع اختيار عرض الافتتاح على مسرحية "ضيوف السيناتور" من مدينة الشلف . و على غرار العروض الرسمية الثلاثين المندرجة في إطار المنافسة، خصصت عروضا أخرى من خارج المنافسة، تقدم في الأحياء الجامعية وعلى مستوى المراكز الثقافية سواء في المدينة أو في المدن المجاورة، يتم تقديمها بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، مؤسسة عبد القادر علولة، التعاونيات الثقافية وفرق وجمعيات المسرح الهاوي للمناطق المختلفة في الوطن، و فيما يتعلق بالمسرحيات المتنافسة المقدرة بثلاثين عرض فقد قد برمج المنظمون عرض ستة عروض في السهرة الواحدة، بصفة يومية. بالإضافة إلى جائزة العنقود الذهبي والمقدرة قيمتها ب 500.000 دج، هناك تسع جوائز سيتم توزيعها عند نهاية فعاليات المهرجان على المشاركين عن أعمال ستعمل لجنة التحكيم المكونة من محترفين على إقرار جودتها، و هي: جائزة أفضل نص، و جائزة أفضل إخراج، جائزتا أفضل ممثل وممثلة، جائزة أفضل دورين ثانويين نسائي ورجال ، جائزة أفضل سينوغرافيا،.جائزة أفضل موسيقى، و أخيرا جائزة لجنة التحكيم، يتخلل كل هذا ورشات و لقاءات تقام على هامش التظاهرة الرسمية حيث برمج أربع ورشات تعليمية مخصصة للتمثيل، الإخراج، السينوغرافيا والكتابة الدرامية، كما سيحتضن مهرجان المسرح الفكاهي أيام دراسية في الفترة الممتدة من 26 إلى 29 سبتمبر، تدور محاورها حول موضوع "النص والأداء في التجربة المسرحية لعبد القادر علولة"، الوجه البارز للفن الرابع الجزائري، حيث سيخصص اليوم الأول من تلك الأيام الدراسية للإطلاع على "النصوص الأولى لعبد القادر علولة" و سيعمل فريق متكون من أسماء كبيرة في النقد الدرامي والخبرة في أعمال الفقيد على إلقاء مداخلات في هذا اليوم الدراسي. أما اليوم الثاني فسيخصص لثلاثية عبد القادر علولة الحاملة لعناوين "الأجواد"، القوال" و"اللثام". بالنسبة لليوم الثالث فإن المنظمين خصصوه لموضوع عنوانه "عبد القادر علولة، حياته، رؤاه الفنية والإبداعية، شهادات حية"، وهو موضوع سيتم التطرق إلى مضمونه بالتعاون مع مؤسسة عبد القادر علولة، المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي وأصدقاء الفقيد، فيما سيخصص اليوم الأخير لدراسة موضوع " تجربة الكتابة والإخراج" لدى هذا المؤلف الدرامي الكبير بمشاركة باحثين من قسم الفنون والفنون الدرامية لجامعة السانية بوهران. أما بخصوص آخر يوم من أيام التظاهرة، وبعد الإعلان فيه عن المتوجين بجوائز الطبعة الثامنة للمهرجان، أريد أن يسدل ستاره بعمل مسرحي من قبل مؤسسة عبد القادر علولة متبوعا بحفل فني يحييه الشاب أنور . ولد الفنان السخي عبد القادر علولة في الغزوات في 8 جويلية 1939 وشب في مدينة وهران، عده المختصون من أكبر الفنانين الدراميين على المستوى الجزائري، تم كتابة مسرحياته بالعامية وهي مستلهمة من التقليد العتيق المعروف بالحلقة والمأخوذ عن القوال )البراحون( وهي من أكبر النصوص في الفن الرابع الجزائري. أخرج عبد القادر علولة أعمالا مسرحية عالمية من تأليف المسرحيين المشهورين برتولت براشت، موليير،غولدون، و آخرون، غادر رجل المسرح عبد القادر علولة الحياة في العاشر من مارس 1994 .