بمجرد نزول الزخات الأولى من المطر تشتد أعصاب سائقي السيارات ومركّبات النقل الحضري والحافلات وأعصاب المسافرين أيضا، فالكل يدرك أنه سيتأخر حتما عن موعد العمل في ذلك اليوم، أو أنه سيقضي أزيد من ساعة في طابور السيارات! هي مشاهد تكررت في السنوات الفارطة، وزادت معها حالات الخوف من انسداد البالوعات وامتلاء الطرق والشوارع بالمياه، حيث يحتار رجال الحماية المدنية من أين يبدأون عملهم! في هذه الأيام وعلى خلاف العادة، تَوزَّع عمال النظافة في الشوارع الرئيسة وبين الأحياء وفي الطرق السريعة أيضا، لتنقية بالوعات صرف المياه؛ حيث شكّلوا بألوان ”جيلياتهم” الصفراء وبرتقالية اللون، شعاع أمل سابق لقوس قزح الشتوي. وقد استبشر المارة وأصحاب المركبات من رواد الطريق خيرا بهذا النشاط، خاصة أن الكثيرين منهم مازالوا يذكرون اليوم الذي بقوا فيه مركونين في سياراتهم لأزيد من 3 ساعات في انتظار الفرج؛ لأن المكان تحوّل إلى محيط صغير احتضنته الطريق السريع لتُسَد منافذ العاصمة. والأمثلة ذاتها في مختلف ولايات الوطن بسبب سياسة البريكولاج التي ينتهجها بعض ممثلي الجماعات المحلية، والتي تتسبب في حدوث خسائر بشرية أحيانا ومادية في أوقات كثيرة، علاوة على عرقلة حركة المرور لوقت طويل، وارتفاع منسوب المياه المتجمعة على حواف الطرقات، والتي تتسبب بدورها في هلاك السيارات وتتسرب للبيوت. فهل ينجح أصحاب الفؤوس و«البالات” في دفع الضرر عن البيوت الموزَّعة هنا وهناك؟ وهل سيعمل المسؤولون على توسيع قنوات الصرف وصيانتها بالشكل اللازم قبل فوات الأوان؟ هي أسئلة نتمنى أن يكون الرد عليها إيجابيا مع بداية الأمطار، فما أجمل أن يقوم الفرد بمهمته على أجمل وجه في إطار المسؤولية التي قبِل تحمّلها!