نوهت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيدة زهرة دردوري، بنوعية المداخلات ومستوى النقاش الذي طبع الجلسات والورشات، خلال المنتدى العربي الثاني لحوكمة الانترنت، مبرزة أهمية لقاء الجزائر بالنسبة للدول العربية للخروج بخارطة طريق موحدة للمشاركة في القمة العالمية لحوكمة الأنترنت المقررة بمدينة بالي الأندونيسية. كما وصفت الوزيرة اللقاء بأنه كان فرصة لاقتراح حلول عربية فعلية لتطوير محتوى عربي لمجابهة تحول الشباب إلى المحتوى العالمي الذي لا يمت بأي صلة للثقافة العربية. فتح المنتدى في يومه الأخير، أول أمس، النقاش واسعا حول الشباب والانترنت، من خلال استعراض تجارب عدة دول عربية على غرار تونس ومصر فيما يخص علاقة الشباب بالشبكات الاجتماعية التي كانت سبيلهم الوحيد للتعبير عن مكنوناتهم بعد اندلاع ما اصطلح على تسميته ب«الربيع العربي"، كما سمحت الورشات التي شارك فيها العديد من الخبراء بمناقشة طريقة تعامل كل دولة مع القرصنة المعلوماتية وكيفية إبعاد القصر عن أخطار الانترنت. وأبدى المشاركون استحسانهم للتجربة الجزائرية في هذا المجال، خاصة بعد الاستماع للإجراءات المتخذة من طرف مصالح الأمن والدرك الوطنيين للتصدي للجريمة المعلوماتية وحماية القصر كما تمكن قرابة 600 مشارك في لقاء الجزائر من فتح باب النقاش حول ضرورة مساهمة الحكومات والمجتمعات المدنية والجامعات العربية في إنتاج محتوى عربي يسمح للشباب بالإبحار بكل حرية في الشبكة العنكبوتية لإيجاد أجوبة مقنعة عن كل تساؤلاتهم، بعيدا عن التأثيرات السلبية للحضارة الغربية. من جهتها، أقرت السيدة دردوري في كلمة الاختتام بثراء النقاشات على كل الأصعدة خاصة تلك المتعلقة باقتراحات تطوير البني التحتية وتسهيل النفاذ إلى الانترنت، كما حيت الخبراء على تحليهم بروح المسؤولية رغم حساسية بعض المواضيع المدرجة مما ساهم في إثراء النقاش، داعية الجميع إلى بذل المزيد من الجهود والسهر على العمل سويا من أجل إيجاد حلول للإشكاليات المطروحة خاصة تلك المتعلقة بسن القوانين التنظيمية لعملية استخدام الانترنت وتطوير المجتمعات والاقتصاد العربي على ضوء الحلول التكنولوجية المقترحة من طرف كفاءات عربية، تماشيا وشعار المنتدى "شركاء من أجل التنمية". ويتوقع أن يتم رفع تقرير خاص بالاقتراحات المطروحة خلال الجلسات التي أعدتها الورشات ال 12 المنظمة على هامش المنتدى الذي دام ثلاثة أيام متتالية، إلى الجامعة العربية ومن ثم إلى مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلوماتية لتكون بمثابة خارطة طريق عربية يتم المشاركة بها خلال لقاء القمة للمنتدى العالمي لحوكمة الانترنت المقرر تنظيمه بمدينة بالي بأندونيسيا قبل نهاية السنة.