اتهم فنان روسي عددا من أكبر المتاحف والصالونات الفنية في بريطانيا، بوضع المال فوق الأخلاق والمبادئ بعد أن استدرجها إلى الحديث عن بيع أعمال فنية لنظام دكتاتوري وتلقّي أثمانها عن طريق حسابات مصرفية سرية. وانتحل الفنان بيترو فودكينز (ليس اسمه الحقيقي) هوية شخصية تمثل إيمومالي رحمون رئيس طاجكستان، عارضا على هذه المتاحف و”الغاليرات” شراء أعمال فنانين مثل الصيني إي ويوي والبريطاني ديمين هيرست والنحات البريطاني الهندي كابور أنيش. وقال لممثلي المتاحف التي تضم أعمال هؤلاء الفنانين، إن من الضروري استخدام حساب سري في الخارج في تسديد ثمن أي صفقة لمنع شعب طاجكستان من اكتشافها. وسُجلت هذه الأحاديث التي جرت على خدمة سكايب بالصوت والصورة. وسيُعرض هذا الأسبوع فيلم قصير عن الواقعة بعنوان “ثمن الفن”، اطلعت صحيفة صندي تايمز على أقسام منه. وقال الفنان والمنتج السينمائي الروسي إن التحقيق الذي أجراه يفضح الجانب اللاأخلاقي من عالم الفن، ولكن المتاحف الفنية ذات العلاقة حاولت الدفاع عن نفسها بالقول إن المحادثات كانت في مرحلة مبكرة، وما كانت لتوافق على البيع. وفي إطار التحقيق الذي أجراه الفنان الروسي قال للقائمين على “غاليري” بلين ساوثرن وسط لندن، إنه يرغب في شراء تكوين للفنان الصيني وي معروض للبيع مقابل 465 ألف جنيه إسترليني وصورة فوتوغرافية بعنوان “البورصة العربية” للفنان الألماني أندريس غورسكي. وخلال حديث عبر دائرة الفيديو قالت ممثلة أحد المتاحف إنها تتعامل مباشرة مع الفنان وي، الذي يتهم حكومة بلده الصين بانتهاك حقوق الإنسان. وقال فودكينز الذي قدّم نفسه باسم آخر، إنه يريد الشراء نيابة عن رئيس طاجكستان، الذي بدأ يقتني أعمالا فنية لابنته، فأجابت بأن العلاقة مع مشغل وي “لا تعني أن علينا أن نقول لهم مَنْ اشترى العمل؟ بل كل ما تعنيه أنهم يثقون فينا”. وطلب فودكينز إبقاء الصفقة سرية قائلا إن مواطني بلده فقراء ولن ينظروا بعين الرضا حين يبلغ دخلهم الشهري 10 دولارات، ويشتري الرئيس عملا فنيا بمليون دولار لطفلته. وأجابت المتحدثة باسم الغاليري البريطاني المعروف أنها تتفهم ذلك، “وهذه ليست المرة الأولى التي نتعامل فيها مع هذه الأشياء”. كما استدرج الفنان الروسي غاليري “المكعب الأبيض” الذي لديه صالونات في لندن وهونغ كونغ والبرازيل، وتحدّث مع أحد موظفي “المكعب الأبيض” عن رغبة الرئيس رحمون في شراء عمل للفنان ديمين هيرست، فقيل له: “طمئِن الرئيس بأننا كتومون للغاية”. وبحث “غاليري” هاملتونز في لندن الذي يتخصص في الصور الفوتوغرافية، بيع عدة أعمال للفنان الهولندي إيرفن أولاف، وحين علم موظف في الغاليري أن المشتري رئيس طاجكستان الغيور على خصوصيته اقترح استخدام شركة في الخارج وتسليم الأعمال الفنية في سويسرا. وامتنع كل من غاليري “المكعب الأبيض” و”غاليري” هاملتونز عن التعليق، وقال فودكينز إنه فاتح ثمانية غاليرات في لندن ونيويورك والهند، وإن واحدا فقط رفض على الفور التحادث معه. وتتهم منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان حكومة طاجكستان، أفقر بلدان آسيا الوسطى، بالفساد وقمع حرية الحريات الصحفية.