يبدو أن سوق الفن لم يكترث بالأزمة الإقتصادية التي تعاني منها أغلبية الدول، إذ راح في كل مرة يجذب أكثر عدد من هواة جمع التحف الفنية من جميع أنحاء العالم. وقد ثبُت ذلك من خلال المعرض الدولي للفن المعاصر بباريس، في دورته الثامنة والثلاثين "فياك"، والذي كان قد فتح أبوابه للجمهور يوم الأربعاء الماضي، وأغلقها يوم أمس الأحد. وقد إعتبر من أفضل المعارض التي أقيمت على مدى الأعوام الأخيرة، حسب أصحاب الغاليريهات التي شاركت فيه، من خلال أعمالها الفنية المختلفة. وكانت أجواء المعرض الذي أقيم في متحف "غراند بالاس" بباريس، بمشاركة 168 غاليري للفن المعاصر من 21 بلداً، قد تراوحت ما بين الإرتياح والحماس الواضح. وفي إشارة الى الرسالة التي يحملها الفن، والسر الذي يكمن في روح المقاومة التي يتميّز بها، بينما تبدوعلى إقتصاديات معظم الدول مؤشرات تدل على التباطؤ، قالت مديرة "فياك"، جينيفر فلاي: "إن الفن ينقل قيماً، وهي ليست مادية فقط". في حين يرى إليوت مكدونالد من غاليري نيويورك "بيس"، الذي لم يكن قد حضر المعرض في دوراته السابقة، ولم يبح بقيمة مبيعات الأعمال الفنية التابعة لغاليري نيويورك : "أنه مع مراعاة لكل ما يحدث في العالم من تقلبات وأزمات مالية، فأن هذا المعرض قد حقق نجاحاً كبيراً. وأن أجمل ما فيه هو هذا التنوع في جامعي التحف الفنية ". ورغم أن المعرض الدولي للفن المعاصر "فياك"، لا يزال يعتبر سوقاً أوروبياً، إلاّ أن هواة جمع التحف الفنية من الصينيين يمثلون 33 بالمائة من سوق الفن، حيث كان حضورهم أكثر من السنوات السابقة. وليس من المستغرب أن يكون ستة من بين الرسامين العشرة، الأكثر مبيعاً للعام 2010، هم من أصل صيني، طبقاً لما نشرته المطبوعات المتخصصة في هذا المجال. وهذا المشهد الجديد في عالم الفن دفع العديد من المهتمين والمتابعين لهذا السوق الى القول بأن اللوحة الأعلى سعراً، سوف لن تكون إحدى لوحات ألبرتو جياكوميتي، أو فينسنت فان كوخ، أو "حمار يقرأ فوق كومة من الكتب" من أعمال الفنانة الإسبانية "بيلار ألباراسين" بابلو بيكاسو، وإنما لوحة من لوحات فنانٍ صيني. ومن بين أبرز الأسماء الفنية المشاركة في المعرض الدولي للفن المعاصر للعام الحالي 2011، هوسر أند ويرث، وغاغوسيان غاليري، وإيفون لامبيرتن وكارستن غريف. وتمثل فرنسا 54 غاليري، وتليها الولاياتالمتحدة 27 غاليري، وألمانيا 20 غاليري.