يواجه سكان بلدية أبي يوسف التابعة لدائرة عين الحمام الواقعة جنوب شرق ولاية تيزي وزو، جملة من النقائص التي أثرت سلبا على إطارهم المعيشي، وعلى رأسها نقص الماء الشروب وعدم تزويدهم بغاز المدينة. وقد اغتنم سكان قرى بلدية أبي يوسف فرصة زيارة رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد حسين هارون للمنطقة، لعرض انشغالاتهم، حيث طالبوا برصد ميزانيات وتسجيل مشاريع محلية من شأنها تحسين الإطار المعيشي للسكان، إلى جانب طرح مسيّري الجمعيات لمشكل قلة الميزانية الممنوحة لهم. وأكد المسؤول أن التمويل يأخذ بعين الاعتبار الإنجاز والبرنامج الكثيف. ولقد انصبّت اهتمامات السكان؛ من ممثلي لجان القرى، الجمعيات وغيرهم، حول نقاط عدة، منها الماء، حيث تواجه القرى أزمة ماء، فرغم قيام البلدية ببعض الأشغال لاتزال هناك عدة نقائص. وحسبما صرح به ممثل عن قرية تيزي أومالو، فإن هذه الأخيرة تشكو نقص الماء منذ عقود، وهي تنتظر ربطها بهذه المادة الحيوية. وقد استفادت من خزّان مائي في إطار البرنامج البلدي للتنمية، غير أن البطاقة التقنية المنجزة لتدعيمها بالماء لم تعد صالحة، وإعادة إنجازها ستخلق مشاكل أخرى ومطالبة البلدية بتخصيص ميزانية لاستكمال الأشغال. كما يشتكي سكان قرية آيت خليفة من قدم الشبكات التي تعود إلى العهد الاستعماري، والتي تسجل عدة تسربات، إضافة إلى بعد قاعة العلاج عن القرية؛ حيث يضطر المرضى إلى التنقل على مسافة 7 كلم للوصول إليها. أما الإنارة العمومية فيمكن القول أنها غير موجودة؛ كون جزء منها فقط صالحا للاستعمال ويزوّد الأحياء بالإنارة، فيما تشكو أخرى الظلام، إلى جانب مشكل الملعب الذي انطلقت أشغال إنجازه منذ 15 سنة ولم يتم بعد الانتهاء منه واستلامه، حيث استؤنفت الأشغال لتتوقف مجددا، هذا إلى جانب مشكل مياه الأمطار المختلطة بقنوات الصرف، حيث يطالب السكان بعزل مياه الصرف عن الأمطار، ذلك أن اختلاطهما معا أصبح يشكل خطرا على بعض القرى، ومخاوف من فيضانات الوديان التي يزداد عرضها من سنة إلى أخرى، خاصة بعد غلق الجسور 10 الأخرى، ليصبّ ماء المطر ومياه الصرف في واد يعبر قرية تبوحسنت. كما ذكر السكان أنه يتعين إنجاز مجار خاصة لصرف مياه الأمطار، التي أصبحت كذلك تهدد سكان قرية آث عبد الله بعدما جرفت المياه نحو 50 بالمائة من تربة القرية، ونفس المشكل بات يهدد قرية تفرضوث. كما ذكّر “مير” أبي يوسف في سياق متصل، بفيضانات 2012 التي لم يتم الانتهاء منها والحصول على تعويضات كلية، ومشكل الطرق؛ حيث تَقرر تعبيد جزء من الطريق الوطني رقم 15، الذي استغرق 3 أشهر لإنهاء 3 كلم، في حين أن برنامج 2009 انطلق مؤخرا، حيث تنجز المؤسسة كيلومترا واحدا شهريا. وما أثار انتقاد السكان توقف الأشغال فيما بعد، إضافة إلى مشكل التهيئة العمرانية؛ حيث تم مباشرة الأشغال منذ عامين لإنجاز 100 متر، وإلى حد الآن لم ينجز منها أي شيء. كما لم يُخف رئيس البلدية مخاوف السكان من تساقط الثلوج هذه السنة، خاصة أن العتاد الذي يحوزونه أصبح غير صالح لمواجهة شتاء هذه السنة بعدما استُغل العام الماضي؛ مما يتطلب عتادا جديدا. وبشأن عملية الربط بغاز المدينة، فقد وصلت الشبكة إلى وسط المدينة وبعض القرى في انتظار توسيعها. العملية المسندة لشركة سونلغاز لم يتم بعد مباشرتها، ما أثار قلق السكان، علما أن نحو 5 قرى تنتظر الربط، فيما يُنتظر مشروع إنجاز نحو 1200 مسكن، والإفراج عن مخطط احتواء الأراضي لمباشرة الإنجاز، علما أنه تم تهيئة الأرضية المخصصة للمشروع والواقعة بقرية تيزي الجامع. وتأسّف “المير” لتقليص الحصة إلى 400 مسكن، وهذا بعد إقدام بعض المواطنين على شراء قطع أرضية من المساحة المخصصة لهذا البرنامج بالتواطؤ مع المجالس الشعبية البلدية السابقة. وقد عمدت البلدية الحالية إلى استرجاع 3 هكتارات منها، موضحا أن الأرضية المخصصة تَقرر إنجاز بها هذا البرنامج السكني، وأن ما تبقّى سيتم تخصيصه لإنجاز عيادة تفتقر لها البلدية. كما أشار “المير” إلى أن مشكل العقار غير مطروح بالبلدية، التي تضم الآن نحو 30 هكتارا، وذلك بعد التخلص من المفرغة العمومية بتيزي الجامع واسترجاع تلك الأرضية بعد إخضاعها لأشغال التهيئة. كما يطالب السكان بفتح طرق فلاحية من شأنها أن تخلق مناصب شغل للسكان. ودعا السكان المسؤولين إلى الدفع بالبرنامج الجواري للتنمية الريفية المستدامة، الذي استفادت منه البلدية من مشروع إنجاز 8 كلم، غير أنه تم إنجاز 4 كلم فقط بسبب تخلي المقاول عن المشروع. وطالب ممثل عن منظمة المجاهدين بالبلدية، بإنجاز نصب تذكاري يحفظ أسماء شهداء المنطقة، حيث إن النصب الذي أُجريت الدراسات حول الأرضية المختارة لاحتضانه، استفاد من شطر أول من التمويل، وبقي الشطر الثاني. كما اطّلع رئيس المجلس الشعبي الولائي على ظروف العمل ببعض مكاتب البلدية، ووعد بتحسينها، إلى جانب التنسيق والعمل مع مسؤولي القطاعات من أجل تسجيل بعض العمليات لفائدة قرى البلدية، التي ستساهم في تحسين إطارها المعيشي. للتذكير، فقد تفقّد السيد هارون حسين في إطار هذه الزيارة، الجناح الإداري الجديد الذي تدعمت به بلدية أبي يوسف، والذي دخل حيّز الاستغلال سنة 2012؛ حيث يضم 16 مكتبا موزعة على 3 طوابق مجهّزة بالإمكانات المادية والبشرية التي تضمن حسن استقبال المواطن. وتم فتح مكاتب خاصة بالبناء والعمران والنشاط الاجتماعي ومكتب ل “المير”، الذي يوجد بالطابق الأخير وغيرها، حيث تم رصد نحو 10 ملايين دج لإنجازه. كما تَفقّد طريقة عمل الموظفين بمصالح مختلفة، وعلى رأسها الحالة المدنية التي عبّر خلالها السيد هارون عن ارتياحه للجهود المبذولة لتحسين الخدمة العمومية. مشاريع انتهت أشغال إنجازها وغير مستغَلة وفي إطار برنامج “100 محل لكل بلدية”، نالت أبي يوسف 54 حصة فقط حسب مساحة الأرضية المخصصة، والتي تم الانتهاء منها، لكنها لم تُستغل بعد؛ ما كان وراء اهترائها وتدهورها بفعل العوامل الطبيعية وكذا تحويلها من طرف بعض المنحرفين إلى وكر لهم. وقد عمدت البلدية إلى وضع سياج معدني لحمايتها إلى حين اتخاذ قرار بشأنها، إضافة إلى شبكة تدعيم قرية تيزي أومالو التي أُنجز 90 بالمائة من أشغالها، في حين لم تُستغل بعد. كما ينتظر الخزان المائي الذي تم إنجازه بقرية تيزي الجامع، عملية الاستغلال منذ 5 سنوات. وتم أيضا تهيئة طريق بقرية إمداحن، غير أنه لم يُستغل بعد ولم يتم فتحه للمارة، إضافة إلى فضاءات للشباب التي أُنجزت ما بين 2006 و2007، والتي لم تُستغل بعد، لتمنحها البلدية لجمعيات حتى تسيّرها وغيرها.
5 ملايير سنتيم في انتظار عدة بلديات وكشف السيد هارون حسين أن المجلس الشعبي الولائي مستعد لدعم أي جهود من شأنها الرقي بالمجال التنموي بالبلديات وقراها، مشيرا إلى أن المجلس سبق وأن طلب من البلديات إيداع بطاقات تقنية بشأن مختلف العمليات التي يطالب بها السكان، وأنه تم تمديد الآجال عدة مرات، والتي كان آخرها 30 سبتمبر الماضي، موضحا أن ما تبقّى من الميزانية والمقدّر ب 5 ملايير سنتيم، سيتم منحها للبلديات التي لم تقدم بطاقات تقنية. كما أكد على استعداد المجلس لتمويل كل عمل يهدف إلى إنجاز نصب تذكاري يحفظ التاريخ للأجيال الناشئة، وأنه سيتم التكفل بحل مشكل السكن العالق بسبب مقاطعة السكن والتجهيزات العمومية، وذلك بمراجعة المشكل مع مديرية السكن للولاية، مطمئنا أن الغاز سيصل إلى جل القرى والمنازل، حيث يُنتظر أن تصل نسبة تغطية هذه الطاقة إلى 100 بالمائة في آفاق 2015. كما أعلن السيد هارون عن تحسين وجبات الإطعام لتلاميذ الطور الابتدائي بدءا من هذه السنة، حيث يُنتظر رفع الميزانية التي يخصصها المجلس لضمان وجبات غذائية صحية لتلاميذ هذا الطور، على اعتبار أن تلاميذ الأطوار الأخرى وجباتهم أحسن بكثير من الابتدائي. وذكر السيد هارون أن زيارة الوزير الأول السيد عبد مالك سلال لولاية تيزي وزو، أعطت دفعا جديدا للتنمية من خلال موافقة الحكومة على المطالب المودعة من طرف مسؤولي تيزي وزو، وكذلك رصد الدولة لميزانيات إضافية ستحل عدة مشاكل وتستجيب لانشغالات السكان في شتى المجالات.