على بعد حوالي 45 كلم عن ولاية تيزي وزو تقع بلدية آيت بومهدي التابعة لدائرة واسيف، هذه البلدية التي تمتاز بطابع جبلي وسياحي، استطاعت الدفع بحركة التنمية والإستجابة لانشغالات سكانها الذين عانوا ويلات الإرهاب خلال العشرية السوداء، حيث استفادت من مشاريع مختلفة؛ منها أشغال الربط بشبكة الغاز، تهيئة شبكة الطرق، مكتبة بلدية يُنتظر استلامها قريبا، وغيرها من المشاريع التي استطاعت، إلى حد ما، أن تواكب طموحات سكانها الموزعين على 5 قرى، غير أن بعض النقائص لا تزال تشكل هاجس السكان، تتمثل في نقص التهيئة العمرانية وسط المدينة، حسبما أفاد به رئيس بلدية آيت بومهدي السيد هارون موسى، الذي حاورته ''المساء'' وتحدث لنا عن جملة الإنجازات التي تحققت بالمنطقة. كشف رئيس البلدية أن هذه الأخيرة تضم كميات هائلة من الماء الشروب، حيث أن ما يقدر ب 30 بالمائة من الماء الذي يسير بوديان المنطقة والذي ينبع من حظيرة ''أسوال'' الخلابة التي لا تجف على مدار أيام السنة، تصب بسد تاقسبت الذي يعد المصدر الرئيسي الذي يمول قرى الولاية، كما أن ما يقدر ب70 بالمائة من الماء الشروب الممول لبلديات دائرة واسيف، مصدره قرية تمغراس (آيت بومهدي)، علما أن أراضي البلدية 60 بالمائة منها جبال، حيث تلبي الينابيع الطبيعية التي تحويها المنطقة حاجيات السكان على مدار أيام السنة، فيما أنها تقل في الصيف بسبب كثرة الطلب على هذه المادة، مشيرا في هذا السياق أنه تم إيداع طلب لدى مديرية الري للولاية بوقف عملية تمويل بلدية آيت تودارت من ماء آيت بومهدي، على أن تمول هذه البلدية من سد كدية أسردون (البويرة) الذي وصلت مياهه إلى مدينة واضية خاصة وأن هذه الأخيرة تبعد ب 4 كلم عن آيت تودارت، ما سيعمل -حسب المتحدث- على توفير الكمية التي يتم ضخها لهذه البلدية لسكان قرى آيت بومهدي. وفيما يخص شبكة الصرف، قال السيد هارون موسى أن 99 بالمائة من الشبكة تم إعادة تهيئتها ببعض القرى وتجديدها بأخرى، والتي تشهد القدم بالبعض الآخر، فيما تبقى بعض المنازل التي لم يتم بعد تدعيمها بشبكة الصرف لكونها شيدت حديثا، مشيرا إلى أنه تم تخصيص هذه السنة 3 ملايين دج لإنجاز بعض الأشغال المتعلقة بشبكة الصرف، وأنه يتم كل سنة رصد ميزانية من أجل إخراج مياه الصرف من الوسط الحضري إلى مجاريها الخاصة. وأضاف أن هناك مشروع إنجاز محطة التصفية التي اِخْتيرت لها أرضية واقعة جنوب دائرة واسيف، غير أنها مكلفة وليس بمقدور البلدية إنجازها بإمكانياتها الخاصة في إطار البرنامج البلدي للتنمية، إذ أن دراسة المشروع فقط تفوق 6 ملايين دج، وتم إيداع لدى مديرية الري طلب التكفل بالإنجاز.
شبكة الطرق مهيأة والغاز الطبيعي في الأفق سجلت أشغال ربط بلدية آيت بومهدي وقراها بشبكة الغاز الطبيعي والتيار الكهربائي تقدما ملحوظا، حيث تم ربط أغلب السكنات بالتيار الكهربائي، وتبقى بعض المنازل المشيدة حديثا، والواقعة بكل من قرية تيروال وتمغراس، التي برمجتها مديرية الطاقة والمناجم للاستفادة من هذه الطاقة ضمن برنامج 2012-,2014 وفيما يخص غاز المدينة، فقد تم خلال مارس الماضي إختيار أرضية لإنجاز مركز نقل لهذه الطاقة التي يُنتظر استغلالها في آفاق ,2012 ليضع سكان هذه المنطقة الجبلية حدا للبرد القارس خاصة وأنهم يقضون فصل الشتاء في عزلة بسبب الثلوج، مثلما حدث سنة ,2005 حيث ظلت قرى البلدية دون كهرباء لمدة 15 يوما لتساقط الثلوج التي بلغت مستوى المتر أو أزيد، ولا يمكن لعمال سونلغاز إصلاح الشبكة. أما بالنسبة لشبكة الطرق، فلقد توصلت البلدية إلى إعادة تهيئة وتزفيت جل الطرق على مسافة 40 كلم؛ منها الرابطة بين البلديات المجاورة وآيت بومهدي أو بين هذه الأخيرة وقراها، في حين تبقى الطرق الجديدة التي تقرر تزفيتها من طرف مديرية الأشغال العمومية.
البناء الريفي ملاذ المواطنين لاحتواء أزمة السكن وفي حديثنا عن السكن، أشار السيد هارون إلى أن البلدية تواجه مشكل نقص العقار، كون أغلب الأراضي تعود للخواص، حيث لم تستفد من أي مشروع، فقد استفادت المنطقة سنة2001من مشروع إنجاز 60 مسكنا إجتماعيا، والذي تم توزيعه سنة ,2005 كما تم إيداع طلب الإستفادة من مشروع إنجاز 40 مسكنا إجتماعيا تساهميا مقابل 20 مسكنا إجتماعيا، وقال المتحدث أن الطلب متزايد على سكن البناء الريفي، حيث تم إحصاء استفادة 500 مواطن من السكن الريفي منذ ,2005 فيما تم استقبال 450 مساعدة، بينما لم يتم بعد توزيع 150 مساعدة بسبب نقص العقار، كون أن المنطقة يغلب عليها الطابع الجبلي. ولقد طالب السكان الإستفادة من هذه المساعدات لإنجاز سكنات فوق أخرى، واستقبلت البلدية 200 طلب في هذا الإطار، غير أن صعوبة الحصول على رخصة الإنجاز عرقلت المشروع، هذا وقررت البلدية هدم مدرسة بناء جاهز لاستعادة تلك الأرضية وإنجاز مشاريع سكنية عليها.
التهيئة العمرانية غائبة بوسط المدينة تحوي بلدية آيت بومهدي على 5 قاعات علاج تم إنجازها بإمكانيات المواطنين ما عدا قاعة علاج وسط المدينة، حسبما كشف عنه المصدر، فهناك مشروع لتحويلها إلى عيادة متعددة الخدمات، وينتظر اختيار مكتب دراسات ليتكفل بالأشغال، مضيفاً أن البلدية قامت سنة 2009 بتهيئة قاعتي علاج بقريتي آيت عبد العالي وتيروال، غير أنها لم تستغل أحسن استغلال لافتقارها لطاقم طبي، رغم احتوائها على سكنات وظيفية، مما يدفع بالمرضى للتنقل إلى تيزي وزو أو مدينة عين الحمام المجاورة لتلقي العلاج، في انتظار فتح مستشفى دائرة واسيف الذي يتسع ل 60 سريرا. وعن قطاع التربية، ذكر المسؤول أن القرى ال 5 التي تحويها البلدية، تحتوي على مدرسة إبتدائية، فيما تقرر سنة 2006 غلق مدرسة قرية آيت عبد العالي بسب نقص التلاميذ، وقد تم إعادة فتحها خلال الدخول المدرسي الماضي. كما تضم البلدية متوسطة بحاجة لأشغال؛ حيث تم إعادة تهيئة سقفها على الأقل 3 مرات لتضرره بسبب قوة الرياح التي تشهدها المنطقة في الشتاء مع تسرب مياه الأمطار، وأشار أن الوالي وعد خلال الزيارة الأخيرة للمنطقة بالتكفل بالمشكل، كما تضم البلدية ثانوية بحاجة إلى موارد بشرية. أما بالنسبة قطاع الشبيبة والرياضة، فقد استفادت قرية تمغراس سنة 2006 من مشروع إنجاز دار للشباب أنجزته مديرية الشباب والرياضة، فيما أنجزت البلدية، في إطار البرنامج البلدي للتنمية بقرية تيزورال، دارا للشباب سنة ,2009 وإنجاز دار للشباب بقرية آيت عبد العالي هذه السنة، فيما تجري أشغال إنجاز آخر بقرية آيت عقان، كما برمجت أشغال تهيئة قاعة المطالعة. هذا وتضم البلدية مركزا ثقافيا أُنجز على أنقاضه مقر للحرس البلدي، والذي تم تحويله كمكتب للجمعيات الناشطة بالبلدية، وتم الإقتراح على الوالي خلال زيارته للمنطقة، منح المركز كلية للحرس البلدي مع رصد ميزانية مالية قدرها 13 مليون دج لإنجاز مركز ثقافي جديد، غير أن مديرية التخطيط وتهيئة الإقليم وعدت بمنح 6 ملايين دج فقط، وهو مبلغ غير كاف نظرا لتضاريس المنطقة الصعبة التي تكلف عملية تهيئة الأرضية دون الإنجاز كثيرا، فيما ينتظر استلام مكتبة البلدية قريبا بعدما سجلت تقدما في الأشغال بنسبة 80 بالمائة، حيث بقيت الرتوشات الأخيرة التي تتطلب مبلغ 6 ملايين دج. وتأسف المتحدث عن برنامج التهيئة العمرانية عن الحالة التي توجد عليها وسط مدينة آيت بومهدي التي تتدهور من سنة لأخرى، حيث ينتظر السكان وعود السلطات بالقيام بأشغال التهيئة التي لم تر النور إلى يومنا هذا، رغم إلحاح البلدية على مديرية البناء والعمران لبرمجة الأشغال، غير أنها تكتفي في كل مرة بتقديم وعود.
إنجاز 34 محلا تجاريا فقط بسبب نقص العقار وفي سياق الحديث عن مشروع إنجاز 100 محل بكل بلدية، فقد أنهت البلدية أشغال إنجاز 34 محلا تجاريا؛ منها 32 محلا تم توزيعها، فيما يبقى إنجاز الجزء الآخر من المحلات مرهونا بمدى وفرة العقار. وفيما يخص المفرغة العمومية، أشار السيد هارون إلى أن المنطقة لا تواجه أي مشكل فيما يتعلق بالتخلص من النفايات، بحكم أن دائرة واسيف استفادت من مركز لردم النفايات الذي دخل حيز الاستغلال منذ سنتين، حيث يستقبل نفايات آيت بومهدي وبلديات أخرى.