صدر مؤخرا عن المجلس الأعلى للغة العربية العدد ال 30 لمجلة اللغة العربية التي يُصدرها المجلس كل ستة أشهر. وقد تميز العدد بموضوعات دسمة في النحو والمصطلحات والسيميائيات والتداوليات في ميزان الخطاب القرآني واللغة العربية في وسائل الإعلام، بالإضافة إلى إبراز بعض الشخصيات العلمية الجزائرية، منها حياة شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون القسنطيني، بالإضافة إلى أبحاث أخرى منها المعرفة العربية بين التأثير والتأثر، ودراسة حول تدريس اللغة العربية في جمهورية الصين الشعبية “مشاكل وحلول”. دُبّج هذا العدد بكلمة رئيس التحرير الدكتور مختار نويوات تحت عنوان طريف لطيف “يراها حبة وأراها قبة”، والكلمة عبارة عن حوار جرى بين رئيس تحرير المجلة وأحد أصدقائه حول موضوع أُرسل إليه ليُنشر في مجلة اللغة العربية. يقول نويوات: «رآني ذات يوم متبرما بمقالة أُرسلت لتُنشر في “مجلة اللغة العربية”، وطلب مني تقويمها، فقال: “ما بك ؟”، قلت: “إن مجلة اللغة العربية مرآة اللغة العربية الأصيلة أو لما ينبغي أن تكون اللغة العربية. وهذه المقالة لا أكاد أجد فيها فاصلة أو نقطة أو غير ذلك مما تقتضيه قواعد الرسم المنطقية وما تتطلبه النصوص لتكون واضحة لا يشوبها لبس، خفيفة لا يُثقلها عيب، منسجمة في تناسقها، صحيحة في تركيبها، وإن وُجد فيها شيء من ذلك فهو ناب أو في غير محله. لا أرى صاحبها يدرك أهمية الفصل والوصل، أو يحسن الربط بين الجمل أو بين عناصرها، أو يميّز بين همزة القطع وبين همزة الوصل، أو يسأل سؤالا صحيحا في صورته وفي مضمونه، أو يتحاشى التعبير العامّّيّ أو ما ورثناه عن اللغات الأجنبيّة فيما نقلنا من آدابها”، أو يحتكم إلى العقل فيما يرتكب من أخطاء منطقية، ورحت أسرد عليه الأمثلة مما وجدت من هنّات في المقالة». ويمضي الحوار بينهما على هذا الشكل من النقد اللاذع، ليُنهي الدكتور نويوات مقالته بالقول: «إنّ قواعد همزة القطع وهمزة الوصل من برنامج الطور الثاني من التعليم الأساسيّ، ومع ذلك نجد المذيعين في القنوات العربّية في مشارق الأرض ومغاربها وطلبة الجامعات وأصحاب المقالات في مختلف الدوريّات، لا يتقنونها ويرتكبون فيها من اللحن ما أراه خطرا على الناشئة، والناشئة تسير على خطى الراشدين؛ ظنّا منها أنّهم على هدى. تشبّ على اللحن فتشيب عليه. أين نحن من ذلك الأعرابيّ الذي كسدت سلعته بسوق الكوفة وراجت سلعة بعض الأعاجم بالقرب منه، وكان يسمع لحنهم، فصاح متألما، متعجّبا: “يا ربّ يلحنون ويربحون ونحن لا نلحن ولا نربح!”». ومن جانبه، ساهم رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الأستاذ عز الدين ميهوبي، بدراسة عنوانها “تآفل اللغات”... مجلة اللغة العربية في عددها الجديد أنيقة جميلة، وقد اختارت أن تزيّن ظهر غلافها بقصيدة للشاعر مصطفى صادق الرّافعي تحت عنوان: “إذا اللغات ازدهت”، والتي مطلعها: ”سلوا الكواكب كم جيل تداولها ولم تزل نيّرات هذه الشهب وسائلوا الناس كم في الأرض من لغة قديمة جددت من زهوها الحقب” العدد من القطع العادي، ويتوزع على 237 صفحة العدد الثلاثون السداسي الأول 2013 / دار الخلدونية للطباعة والنشر والتوزيع.