نشط الدكتور محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أمس، ندوة صحفية بمناسبة صدور العدد الرابع من مجلة »معالم« والعدد »ال26« من مجلة »اللغة العربية«، حضرها أساتذة من المجلس يشرفون على استمرارية المجلتين، مثل الدكتور العلامة مختار نويوات والدكتور الطبيب واللساني محمد قماري والدكتور صالح بلعيد. أكد رئيس المجلس، في كلمته الافتتاحية، على أن الإعلام هو لسان الجميع وعندما يتعلق الأمر بالانتاج الإعلامي المحسوس، إرتأينا تقديم عينة من مجلتين حازتا اهتمام المجتمع، فمجلة اللغة العربية التي تهتم بعلوم اللغة العربية والتي واصلت صدورها بدون انقطاع منذ ثلاث عشرة سنة بانتظام وهي نصف سنوية وهي مجلة محكمة ومرجعية على المستوى المغاربي والعربي بمساهمة نخبة من الأساتذة المختصين. أما مجلة معالم والتي هي الآن في عددها الرابع - يضيف الدكتور محمد العربي ولد خليفة-، فهي مختصة في الترجمة وتنقل آخر المستجدات الحاصلة في العالم بجميع اللغات والمجلة لها قيمة كبيرة في تغذية لغتنا بالمفاهيم وكذلك للخروج بها من الحصار الذي نحن فيه ولتتبوأ مكانتها، لأن الترجمة من لغات العلوم والتكنولوجيا تغذي لغتنا، ولم لا اللغة الصينية التي أصبحت لها تجربة مع اللغة الكورية الجنوبية، وهناك أيضا لغات أخرى نهتم بها اهتماما علميا كاللغة التركية التي بيننا وبينها عامل مشترك في المأكل والملبس وغيرهما من العادات. وأضاف ولد خليفة -في كلمته للصحفيين- أن المجلس يعمل على إخراج المجلة بطبعة أنيقة وبموضوعات دسمة وجديدة لترجمة نصوص أمازيغية من تراثنا باعتبارها جزءا من ثقافتنا ولقطع هذا الفاصل بين العربية والأمازيغية باعتبار الشعب الجزائري شعبا واحدا لا وجود فيه للطائفية أو المذهبية وأن العربية ثقافة وليست عرقا أو سلالة، وأيضا باعتبارها لغة جامعة لاتقصي غيرها من اللهجات واللغات الفرعية لتصل بنا إلى المواطنة، هذا هو هدفنا جميعا، خصوصا الإعلام الذي ينبغي أن ينطلق من كون اللغة هي وحدتنا وأن الوحدة الوطنية هي الرهان الحقيقي لتأسيس الدولة الأمة وهذا لا يتأتى إلا من خلال الإعلام، الذي هو من القطاعات الاستراتيجية التي تستطيع أن تصور الاشياء بصورها لدورها الكبير الذي تقوم به، فلماذا تتصدر المواضيع الرياضية الصفحات الأولى ومركز الجرائد والثقافة تغيب عن هذه الصدارة رغم وجود نخبة كبيرة من المبدعين المخترعين والمثقفين. أما الدكتور مختار نويوات فقد استفاض في حديثه عن مجلة ''اللغة العربية'' بصفة خاصة واللغة العربية بصفة عامة، وأن تأسيس هذه المجلة - اللغة العربية- جاء ليكون رافدا من روافد النهوض بالعربية والتمكين لها في الميادين الاجتماعية والثقافية والعلمية والعمل بها في جميع المؤسسات. واستعرض الدكتور نويوات المراحل التاريخية الصعبة التي مرت بها اللغة العربية وخصوصا التعليم خاصة في الحقبة الاستعمارية من ثلاثينيات القرن الماضي إلى غاية الاستقلال، حيث انتعشت اللغة العربية. وأعطى الدكتور نويوات أمثلة عن أخطاء فادحة يتم توظيفها في الإعلام المسموع كقولهم »لازالت الجزائر من الدولة المتخلفة« مؤكدا أن »اللام« هنا ليست نافية وإنما هي لام دعاء وكأن قائلها يدعو على الجزائر بالتخلف وأن لا تخرج منه كقول القائل »لا وفقك الله«. من جانبه، ركز الأستاذ الطبيب محمد قماري، رئيس تحرير مجلة معالم، في كلمته على المصطلحات العلمية وكيفية توظيفها وبدقة علمية، كقولنا في »تيلي كوموند« الحاكوم. وأضاف الدكتور محمد قماري أن الترجمة في مجلة معالم هي جمركة المصطلح، كما تجمرك السلع، ومعالم تمضي في ترجمة المعلومة وجمركتها، هناك سيل جارف من المعلومات في الطب، في الأدوية، في العلوم الأخرى، نحن نعمل عن طريق معالم لايصال المصطلحات وتقريبها من المتلقي. وأكد الدكتور صالح بلعيد من جانبه أنه خصص عمودا في المجلة أسماه حكمة الأجداد وهو نقل التراث المروي عن الأجداد بالأمازيغية إلى العربية وهذا خدمة للتراث من جهة وخدمة للغة العربية والأمازيغية من جهة أخرى. وفي آخر الندوة، أكد محمد العربي ولد خليفة من خلال الأسئلة المثارة عن أمله في أن تصل مجلتا »اللغة العربية« و»معالم« لكل المجتمع الجزائري لأنهما مطلوبتان في الخارج بقوة.