صدر عن المجلس الأعلى للغة العربية العدد السادس من مجلة ”معالم” الفصلية التي تعنى بترجمة مستجدات الفكر العالمي، وجاء هذا العدد غنيا بالموضوعات الفكرية والأدبية واللسانية، حيث تصدرت غلافه موضوعات رئيسية، منها موضوع ”من بابل إلى مانهاتن” بقلم رئيس المجلس أ / عز الدين ميهوبي، ومجموعة من المواضيع منها دراسة في أصل التدخل لحماية المدنيين واستعمالاتها ل: أ. روبيرت، ترجمة: د. محمد العربي ولد خليفة، وفي اللسانيات موضوع: شرطة الهند الشرقية من التجارة إلى اللسانيات، بقلم: كابيل راج ترجمة: د. محمد قماري، وموضوع حول الأدب والتراث تحت عنوان: لا حياة هنا: للروائية الإفريقية آفا آنا عيدو، ترجمة: أ / عمارة زينب. كلمة العدد جاءت بقلم رئيس المجلس أ/ عز الدين ميهوبي ودارت حول دراسة بحثية استغرقت مدة سنتين، دارت حول قاموس اللغة العربية، حيث يقول الكاتب: ”حين قرأت أن قاموس اللغة العربية يتجاوز اثني عشر مليونا وثلاثمائة ألف كلمة، ويمكن اشتقاق ما يربو عن 95 مليون فعل، ضربت أخماسي في أسداسي، لأنّ المأساة كبيرة عندما يعلم الخلق أننا نحن العرب لا نستخدم سوى 40 بالمائة من المعجم العربي (...) وهي محصّلة دراسة قمت بها منذ عامين حول الأمن اللغوي والحرب اللغوية في العالم، وثقتها في كتاب ضخم بعنوان ”جنائز اللغات: من برج بابل إلى مانهاتن”. وأعرب الكاتب في نهاية كلمته عن تفاؤله من جانب حال العربية باعتبار: ” أن اللغات اللاتينية تأكل من رصيد بعضها.. بينما العربية بحاجة إلى قليل من الثقة في خبراء أبنائها ليحسنوا استثمار قدراتها، وتدّبر قاموسها الأثري بين لغات العالم”. وقد تميز هذا العدد بمواضيع جد دسمة نذكر منها موضوع: نخبة التنمية، الاستثمار في بناء الثروات واقتصاد الغد، الوضع ما بعد حداثي، الموضوعية والسوسيولجيا التجريبية للأدب، الترجمة الآلية، الترجمة المتخصصة في أقسام ما بعد التدرج، وظائف المعلم، تعليم الكفاية التواصلية، شركة الهند الشرقية من التجارة إلى اللسانيات، المعنى والدلالة، الخطاب بين رولان بارت وهابرماس، حياة هنا، حكمة الأجداد ”من تراث منطقة القبائل”، انتحار الغرب، هل يسطيع الآسيويون أن يفكروا؟. هذه أهم عناوين المقالات التي عالجها العدد السادس من مجلة معالم التي تصدر عن المجلس الأعلى للغة العربية، وقد جاء هذا العدد من ناحية الإخراج والمقياس مغايرا للأعداد التي سبقته، فهو من القطع العادي بغلاف ملون يتوزع على 223 صفحة.