لم يعد يخفى على أي أحد أن المدرب وحيد حليلوزيتش ليست له صورة واضحة عن التعداد الذي يريد الاعتماد عليه في المباراة ضد بوركينافاسو، وقد تجلى ذلك بوضوح بعد استدعائه لسبعة وثلاثين لاعبا بين محليين ومحترفين. ولا شك أن ما يهم حليلوزيتش بالدرجة الأولى هو البحث في هذه القائمة الواسعة عن أحسن العناصر استعدادا من الناحية التنافسية، التي أصبحت تشكل أكبر عقبة يواجهها التقني البوسني؛ على اعتبار أن الأغلبية الكبيرة من لاعبينا المحترفين لا يشاركون بانتظام في بطولات أنديتهم، فهناك من لعب المنافسة الرسمية لدقائق قليلة، وآخرون لازالوا في دكة الاحتياط، فالأمر ليس بالهيّن على التقني البوسني للوقوف على درجة استعداد لاعبيه. ويفسر وجود هذا العائق الكبير الذي يهدد حظوظ تأهلنا إلى مونديال البرازيل 2014، اضطرار حليلوزيتش لاستدعاء مفاجئ لرياض بوديوز بعد أن ظن الجميع أن التقني البوسني لم يعد يهتم بخدمات هذا اللاعب على خلفية الاتهامات التي وُجهت له في دورة "الكان" 2012 بجنوب إفريقيا، لكن بودبوز بعد أن برز بقوة منذ بداية البطولة الفرنسية، كان يدرك أن الساعة حلت لكي يعود إلى صفوف الخضر، وقد جدّد من خلال تصريحات مقتضبة، اشتياقه للفريق الجزائري. ويبدو أن بودبوز مصمم على محو تلك الصورة المشينة التي أُلصقت به. ولكي يؤكد أنه لاعب محترف عاد من جديد لمساعدة منتخب بلده على تخطّي عقبة بوركينافاسو، فلم يتردد في القول إنه يتأثر كثيرا لمجرد سماعه عزف النشيد الوطني، وهناك من بين الملاحظين الذين يتابعون عن كثب مشوار بودبوز، يعتقدون أن حليلوزيتش ليس له خيار آخر للرفع من حظوظ التأهل على حساب بوركينافاسو سوى استدعاء لاعب باستيا المعوّل على تسجيل عودة قوية في صفوف الخضر، يترجم من خلالها التألق الذي يميزه في البطولة الفرنسية، حيث بلغ درجة كبيرة من الاستعداد التنافسي مثلما هي الحال أيضا بالنسبة للاعب مولودية الجزائر عبد الرحمان حشود (مولودية الجزائر ) وعيسى ماندي (نادي ريمس)، و ليس هناك مجال للشك في أن هؤلاء اللاعبين الثلاثة سيكونون بنسبة تسعين في المائة، ضمن تعداد الخضر الذي سيحضر به حليلوزيتش المباراة ضد بوركينافاسو، ما يعني أن هذا الأخير سيضطر للتضحية ببعض العناصر التي اعتادت اللعب في التشكيلة الأساسية بعد أن تراجع مردودها في الآونة الأخيرة، على غرار وسط ميدان نادي غرناطة حسان يبدة ورفيق حليش من نادي أكاديميكا ووسط ميدان نادي خيتافي مدحي لحسن، بينما الجانب الآخر الذي يطرح نفسه بحدة، هو المتعلق بمدى حظوظ اللاعبين الدوليين المحليين في البقاء ضمن التعداد الذي سيختاره المدرب الوطني لواقعة مصطفى تشاكر، حيث إن عددهم بلغ اثني عشر لاعبا، ولا يمكن لحليلوزيتش تجاهلهم مادامت الأغلبية منهم تشارك بانتظام في بطولة الرابطة الأولى. كل هذه المعطيات التي ذكرناها جاءت لتؤكد أن اختيارات حليلوزيتش لتشكيل الفريق المناسب لموعد 19 نوفمبر، ستكون دقيقة لا تحتمل ارتكاب أي خطأ في هذه المرحلة الحساسة من تصفيات كأس العالم 2014.