ألفنا صوته في سنوات التسعينات على أمواج إذاعة البهجة، يملك خامة صوتية متميزة، جعلته من أبرز المنشطين الإذاعيين، إنه المنشّط الإذاعي سابقا ومدير إذاعة البهجة حاليا محمد شطران، الذي التقينا به في مدينة البليدة، حيث كان يشارك في إحدى التظاهرات الإعلامية. محمد شطران تحدّث ل “المساء” في هذا الحوار المقتضب عن بداياته في حقل التنشيط الإذاعي، وعن مشواره الإعلامي الذي تجاوز العشرين سنة وكذا التجارب والخبرات التي اكتسبها طيلة هاته المدة. المساء: حاليا، أين هو شطران؟ أنا حاليا أشغل منصب مدير إذاعة البهجة منذ سنتين، وأبوح لك بسر؛ هو أن مصداقيتي عند المستمعين واحترامي لهم هما اللذان أوصلاني لهذا المنصب، فمن الصعب أن تكون مديرا في قطاع السمعي البصري الذي يشهد الكثير من التغييرات.
كيف كانت بداية مشوارك؟ البداية كانت في الإذاعة الجزائرية، وقبلها كنت أشارك في حصص عبر أمواج القناة الأولى والقناة الثالثة باللغة الفرنسية، وفي سنوات التسعينات شهد المجال السمعي انطلاق أول إذاعة محلية، وهي إذاعة متيجة؛ حيث كنت عضوا مؤسسا، وكان آنذاك المرحوم الطاهر وطار مديرا لها، والذي فتح لنا المجال على مصراعيه من أجل العمل بحرية وبأريحية كما يقال.
حدّثنا عن العمل في إذاعة متيجة. المدير العام لإذاعة متيجة آنذاك المرحوم الطاهر وطار، وفّر لنا الجو المناسب للعمل؛ حيث كنت وقتها مع زميلي باديس فضلاء نعمل سويا، وطلب منا المدير العام أن نهتم بانشغالات المواطنين وأن نقترب منهم لحل مشاكلهم، عكس القناة الأولى والثانية والثالثة المتخصصة في بث الأخبار. وكانت إذاعة متيجة على شكل إذاعة جوارية تغطي أربع ولايات، وهي الجزائر، بومرداس، البليدة وتيبازة. أما عن عملي داخل إذاعة متيجة، فكنت أجمع بين الإخراج والإنتاج وكذا التنشيط؛ حيث كنت أنشّط حصة “صباح الخير متيجة”.
وماذا عن إذاعة البهجة؟ في سنوات التسعينات أُنشئت إذاعة البهجة بعد إذاعة متيجة، وكنت عضوا مؤسسا فيها، لكنها تختلف عن إذاعة متيجة في أنها إذاعة موسيقية؛ أي ذات طابع غنائي، وكنت حينها أعمل في البرمجة وتنشيط بعض الحصص كحصة “صباح الخير البهجة”، بالإضافة إلى تغطية المهرجانات والحفلات التي كانت تنظَّم، وحتى التظاهرات الثقافية والرياضية كنا نعمل على تغطيتها ونقلها على المباشر، ورغم التعب الذي كان ينال منا إلا أن حب المهنة والتحدي كان ينسينا الشعور به.
أهم ما تعلّمته خلال مشوارك؟ تعلمت الكثير ممن كانوا قبلي؛ فكنت أستفيد من المنشّط جلال عبر أمواج القناة الأولى، والإذاعي سليم سعدون في القناة الثالثة الذي تعلمت منه الكثير، بالإضافة إلى التربصات التي كنت أحضرها داخل وخارج الوطن، كل هذا زاد في رصيدي الكثير، وعلّمني أخلاقيات المهنة التي فُقدت نوعا ما في وقتنا الحاضر؛ فاحترام المستمع قبل كل شيء، وهو رأس مال الإذاعة بوجه عام.
ماذا تقول عن اليوم الوطني للصحافة؟ هذا اليوم الذي كرسه فخامة رئيس الجمهورية هو مكسب لنا، وتجسيد لمفهوم حرية الصحافة والتعبير، وكفانا فخرا أننا انفردنا بهذا العيد على البلدان العربية الأخرى التي تحتفل باليوم العالمي لحرية التعبير فقط.