أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، أمس، أن قطاعه يحوز على 5 آلاف علبة أرشيف مختلفة خاصة بشتى المؤسسات الدينية والمعاهد والمخطوطات. مشددا مقابل ذلك على ضرورة توحيد الجهود والمناهج العلمية والتقنية للحفاظ على الذاكرة الأرشيفية باعتبارها الحصن المنيع للأمة الذي يحميها ويصونها من الزوال والاندثار. وأوضح السيد غلام الله، في تصريح له على هامش جلسة توقيع على مراسم اتفاقية إطار بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ومؤسسة الأرشيف الوطني بمقر الوزارة بحيدرة (الجزائر العاصمة)، أن ال5 آلاف علبة أرشيف التي يحوزها القطاع تتعلّق بمختلف المؤسسات الدينية كالمساجد وجامع الجزائر والزوايا قبل فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، من 1920 إلى غاية الحرب العالمية الثانية، إلى جانب إرث ديني كبير بعد فترة الاستقلال من 1967 إلى 1976 إبان التعليم الأصلي بالجزائر. وأضاف الوزير أن علب الأرشيف هذه تضم كذلك أرشيفا ثريا خاصا بالأثار الاسلامية وكتابات بعض العلماء والأوقاف، وشهادات علمية ومخطوطات دينية وهي كلها تشكّل جزءا هاما من الهوية الوطنية الاسلامية للجزائر. وقال وزير الشؤون الدينية بخصوص الاتفاقية الإطار التي وقّعها مع المدير العام للأرشيف الوطني، السيد عبد المجيد شيخي، أن "هذه المبادرة القيّمة ستساعد دون شك القائمين على مصالح الأرشيف بوزارة الشؤون الدينية في وضع هذا الكم الهائل من الإرث الديني والعلمي لمختلف مناطق الوطن في هيئة أرشيفية خاصة تسهل للباحثين والطلبة الاستفادة منها". كما أضاف موضّحا أن الهدف الرئيسي والهام من وراء توقيع هذه الاتفاقية هو السّعي مع مؤسسة الأرشيف الوطني إلى تكوين وتدريب 100 موظّف تابع لقطاع الشؤون الدينية والأوقاف على مختلف تقنيات الأرشفة والتصنيف والعمل على بلورة طريقة موحّدة في تصنيف المعلومات والمعطيات وإخضاعها للأساليب المعلوماتية، إلى جانب ترميم بعض الوثائق الأرشيفية الدينية لاسيما المخطوطات والكتب الدينية القديمة. وذكّر ممثل الحكومة في هذا الشأن أنه من خلال مؤسسة الأرشيف يمكن لقطاع الشؤون الدينية أن يمنح الباحثين فرصة الاطلاع أكثر على تاريخ الجزائر من نواحيه المختلفة (الثقافية والعلمية والاجتماعية والدينية..). ومن جهته، أكد المدير العام لمؤسسة الأرشيف الوطني، السيد عبد المجيد شيخي، في تصريح له، أن هذه الاتفاقية الثنائية التي تجمع قطاعي الشؤون الدينية والأرشيف الوطني من شأنها فتح باب التكوين لفائدة موظّفي قطاع الشؤون الدينية وتوحيد مناهج التدريب والتكوين في ميدان الأرشيف وفق المعايير الدولية المعمول بها، وبشكل مقنّن أكثر للتعريف بهذا الزخم العلمي الديني الذي تحوزه الوزارة. وذكّر السيد شيخي بأهمية الذاكرة بالنسبة لتاريخ الأمم، داعيا إلى ضرورة منح العناية القصوى للمادة الأرشيفية وحفظها من التلف والتعريف بها للأجيال القادمة. كما أوضح أن بناء مستقبل الجزائر لا يمكن أن يكتمل دون تقديم المادة الخام للباحثين والطلبة لكتابة التاريخ. كما قال أنه على ضوء هذه الاتفاقية سيتم تنسيق جهود القطاعين لضمان التكوين والمساعدة التقنية في تصنيف الوثائق والمخطوطات الدينية وإعادة ترميمها إذا تطلب الأمر ذلك، مبديا استعداد هيئته للسير قدما مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتقديم الخدمة الضرورية والأساسية للحفاظ على الرصيد التاريخي للأمة. وللاشارة، حضر مراسم التوقيع على الاتفاقية التي تعد الأولى من نوعها بين الهيئتين إطارات ومدراء تنفيذيون بالوزارة إلى جانب اطارات من هيئة الأرشيف الوطني.