لا يختلف اثنان على أن أصعب الكتابات هي تلك التي توجَّه للطفل، ولهذا نجد الكثير من الكتّاب الكبار يُحجمون عن الكتابة للطفل، وإذا كتبوا فإنهم يكتبون بحذر. ونظرا لمكانة الطفل وحقه في العمل الثقافي والأدبي الفني ولعوالمه الخاصة وفضاءاته المخيالية، خصّص الديوان الوطني للثقافة والإعلام أمس بقاعة الأطلس، ندوة صحفية حول إنتاجه الجديد “أطفال، ذاكرة وأمل”، وقد نشّطت الندوة صاحبة هذه الفكرة الفنية السيدة نسيمة عبد الرحمان. استعرضت السيدة نسيمة عبد الرحمان في ندوتها الصحفية، أهم المحاور حول العمل الفني “أطفال، ذاكرة وأمل” أمام وسائل الإعلام. العرض الذي يستغرق ساعة ونصف ساعة هو عبارة عن فكرة وتصور من قِبل نسيمة عبد الرحمان، قامت بإخراجها المسرحية رميلة تسعديت، وسينوغرافيا حمزة جاب الله، وكلمات الأغاني كتبها ياسين أوعابد، بينما قام بتلحينها رابح خادم، والعمل الفني من إنتاج الديوان الوطني للثقافة والإعلام. موضوع العمل الفني وُزع على ست لوحات، تناولت الأولى قضية إدماج التكنولوجيا في التربية؛ باعتبارها حلما بالنسبة للأطفال، وأنها تُحدث تغييرا عميقا لنظام تربوي هو في حاجة ملحّة لتأسيس منظومة تربوية حديثة، بينما تناولت اللوحة الثانية من هذا العرض الفني، قضية الفلاحة والصناعة بنظرة مستقبلية؛ باعتبارها العمود الفقري للأمن الاجتماعي والاقتصادي. أما الثالثة فقد تم تخصيصها لقضية التكنولوجيا في قطاع الصحة، وذلك من خلال استثمارها في البحث العلمي لمواجهة المخاطر بالقطاع. أما قضية المحيط فقد خُصصت لها اللوحة الرابعة. وتهدف إلى توفير محيط ذي مناخ صحي، وفي إطار المحافظة على البيئة من أخطار التلوث، ولا يتأتى هذا إلا بإيجاد مصادر بديلة كالطاقات المتجددة للحفاظ على كوكبنا، بينما ناقشت اللوحة الخامسة قضية هامة جدا، وهي قضية السياحة والحرف اليدوية؛ باعتبارهما اقتصادا آمنا، ليُختتم العرض بلوحة سادسة، وهي إمكانية تحقيق هذا الحلم المستقبلي من خلال التفكير في إدخال مادة فضائية في مدارسنا، وهي مادة علم الفلك؛ لتحسيس أطفالنا بكل ما هو مرتبط بهذا الفضاء القائم على الملاحظة. وتستعين هذه اللوحة بآيات من القرآن الكريم، التي تأمرنا بالتفكر والتدبر في الكون. وتعكس السيدة نسيمة عبد الرحمان في العمل الفني “الذاكرة والأمل”، تصوّرنا لطفل جزائري مستقبلي؛ باعتباره يتضمن عدة محاور تاريخية، وهي عبارة عن أفلام وثائقية عن معاناة الطفل الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي. وفي ردها على سؤال وجّهته لها “المساء” عن اللغة التي يقدَّم بها هذا العمل، أكدت نسيمة عبد الرحمان أنها بثلاث لغات؛ اللغة “الجزائرية” واللغة الفرنسية والأمازيغية، ويجسّد أدوار هذه اللوحات الفنية الغنائية التي تعتمد على الحركة والغناء، أطفال من عمر 8 سنوات إلى 12 سنة. أما العرض الشرفي الأول فسيكون يوم السبت على الساعة الثالثة بقاعة الأطلس.