تحضر الإعلامية والمنتجة. نسيمة عبد الرحمان. لعمل ملحمي ضخم حول موضوع مساهمة الطفل الجزائري في ثورة التحرير والمهن التي اشتغل بها إبان الاستعمار، كتكريم لفئة الأطفال المجاهدين الذين ساهموا في الثورة التحريرية المجيدة. وكشفت الإعلامية نسيمة عبد الرحمان أنها انطلقت، منذ أشهر، في التحضير لملحمة مسرحية بعنوان ”الطفل الذاكرة والأمل”، والذي تتطرق فيه إلى دراسة مميزات حياة أطفال حقبة الاستعمار للفت انتباه الجزائريين ككل، لفئة همشها التاريخ ولم تنصفها الأعمال التاريخية كما ينبغي . وتحدثت نسيمة عبد الرحمان عن خلو الأعمال المنجزة بمناسبة خمسينية الاستقلال من مواضيع تشير إلى نضال الطفل، بالرغم من أنه حلقة الوصل بين الماضي و المستقبل، مؤكدة على وجوب التفكير في الطفل لأنه حامي الذاكرة، موضحة في الوقت أهمية الاهتمام بالطفل الذي سيغدو يوما شابا يبني الجزائر. في السياق ذاته قالت المتحدثة أن الوقت قد حان للحديث عن الواقع الذي يحمي بلادنا ومستقبل الوطن، رافضة طريقة التعامل مع الطفل من خلال عروض البهلوان والساحر، ومشيرة إلى أن الطفل أذكى من أن يعامل بتلك الطريقة. ويعد مشروع ”الطفل الذاكرة والأمل” عملا مسرحيا وملحميا هو الأول من نوعه في الجزائر، كتبت نصه نسيمة عبد الرحمان بالتعاون مع الشاعر الشعبي ياسين أوعابد، وذلك في نظم قصائد الأغاني، حيث يقوم الأطفال بأداء أدوار عمّال المهن التي شارك بها الأطفال إبان الاستعمار من ماسح الأحذية، الحمال، بائع الجرائد والفلاح. وتدعم المسرحية بأرشيف للأفلام التي تحدثت عن هؤلاء، مثل فيلم أطفال نوفمبر لموسى حداد، إضافة إلى صور للأطفال من الأرشيف، كما يعتمد العمل على إعادة أغاني معروفة مثل أغنية ”يا محمد” ، و”يا ناس أماهو” للمغنية نورة. العمل سيتضمن أيضا جزءا بعنوان طفل المستقبل، وهو عبارة عن لوحات كوريغرافي يؤديها الأطفال تكون متقاطعة مع أفلام صغيرة حول التربية، الصناعة والزراعة، السياحة والصناعات التقليدية وعلم الفلك. وأكدت صاحبة المشروع الذي سيكون جاهزا في ال 24 من شهر جوان القادم، أن الهدف من العمل هو إدماج طفل اليوم في التاريخ وتقريبه من معرفة الحقائق التي لم يكن يعرفها، موضحة أنه خلال عملية الكاستينغ التي تمت في عدد من المدارس بالعاصمة، تفاجأت من أسئلة الأطفال الذين كانوا مندهشين من معرفة أن أطفال الجزائر عملوا كحمالين، وكماسحي أحذية وبائعي جرائد أحذية في وقت الاستعمار.