تم أمس، التوقيع على المرسوم التنفيذي الخاص بالمنح النهائي لرخص تسويق الهاتف النقال من الجيل الثالث في الجزائر، ليضع حدا للجدل الحاصل حول التاريخ الفعلي للبدء في تسويق الخدمة، الذي سيكون في منتصف ديسمبر الجاري، حسبما أعلنت عنه سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية. وقد عبّر المتعاملون الثلاثة للهاتف النقال عن استعدادهم الكامل لتسويق هذه الخدمة، رافضين الإدلاء بأي تعليق حيال تصريحات المسؤولين بخصوص هذا الملف، مبدين احتراما للقرارات المتخذة،في حين لم يُخف زبائن الأنترنت تحمّسهم لصيغة الجيل الثالث، الذي سيضفي على السوق نشاطا ونقلة تكنولوجية عالية. وستشرف وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، السيدة زهرة دردوري، اليوم، بجنان الميثاق، على مراسم حفل تبليغ رخص إقامة واستغلال الشبكة العمومية للمواصلات اللاسلكية من الجيل الثالث وتوفير خدمات المواصلات اللاسلكية للجمهور الممنوحة للمتعاملين: "موبيليس"، "نجمة" (أوريدو)، و"جازي". تضع سلطة ضبط البريد وتكنولوجيات الاتصالات السلكية واللاسلكية بتحديدها تاريخ إطلاق الخدمة يوم 15 ديسمبر الجاري، حدا للجدل القائم حول خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال والتأويلات التي ذهب إليها البعض. وقد كشف رئيس مجلس سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، عن التاريخ الفعلي للبدء في تسويق خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال، والمقررة قبل منتصف شهر ديسمبر الجاري، بعد أن تم إرجاؤها عدة مرات، حسب السيد محمد توفيق بسعي، الذي أكد أمس عبر أمواج القناة الإذاعية الثالثة، أن التأجيل جاء لأسباب تقنية وقانونية استغرقت وقتا أكبر من المحدد، نافيا أن تكون هناك أية اعتبارات سياسية في التأجيل الحاصل، ولا ينبغي إعطاء تفسير آخر لهذا التأخير. وأكد المتحدث أنه لن يتم انتظار نشر المرسوم، حيث ستقوم سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية مباشرة بعد حصولها على نسخة منه، بإخطار المتعاملين الذين سيتمكنون من مباشرة تسويق الخدمة. ولكسب الوقت وافقت الهيئة على أن "يودع المتعاملون عروضهم لدراستها قبل الحصول على الرخصة النهائية". وقد رفض المتعاملون الثلاثة للهاتف النقال التعليق على تصريحات الوزيرة أو تلك الصادرة عن رئيس مجلس سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية. وفي اتصال هاتفي أجرته "المساء" مع المكلفين بالإعلام على مستوى المتعاملين الثلاثة، أبدى الجميع احترامهم لقرار سلطة الضبط، التي بررت التأجيل الحاصل بعوائق تقنية وقانونية، وأبقتهم على أهبة الاستعداد قبل إعطائهم الضوء الأخضر للشروع في تسويق خدماتهم. ويواصل المتعاملون الثلاثة (موبيليس - نجمة أوريدو -جازي)، التحضير لعملية الانتقال إلى خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال؛ من خلال حملات ولقاءات عبر مختلف الولايات في الوقت الذي لايزال الكثير من اللبس يحوم حول العملية، خاصة ما تعلق منها بالتسعيرة والترقيم والشريحة المخصصة للخدمة، والتي لم يتم الفصل فيها بشكل نهائي.. وقد عبّر متعاملون عن استعدادهم لانتقال سلس إلى الجيل الثالث، في حين يجد آخرون أن تغيير الرقم والشريحة ضروري لنجاح العملية. وفي هذا الخصوص، أوضح رئيس مجلس سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية السيد محمد توفيق بسعي، أن تكلفة الجيل الثالث ستكون أقل تكلفة بالنسبة لمستعمليه مقارنة بالجيل الثاني المعمول به حاليا، كما أن عروض الجيل الثالث+ ستكون مختلفة جدا عن تلك التي نعرفها حاليا في الجيل الثاني؛ لأن على المتعاملين استيفاء استثماراتهم في هذا المجال. وفيما يتعلق بالترقيم أوضح المتحدث أن قرار تخصيص ترقيم خاص بالجيل الثالث +، مطابق للإطار القانوني الجزائري، الذي ينص على أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى ترخيص واحد لكل فرع أو تكنولوجيا، إلا أن هيئته تعتزم العمل مع المتعاملين في مجال الهاتف النقال، من أجل "بروز حل توافقي"، يسمح بوضع رقم وحيد يحفظ الفصل القانوني لرخصتي الجيل الثاني والجيل الثالث. من جهتهم، عبّر زبائن الأنترنت عن تحمّسهم لإطلاق الجيل الثالث للهاتف النقال في الجزائر، وهي التكنولوجيا التي طال انتظارها والتي أعطت دفعا لسوق الهواتف الذكية وألواح اللمس، حيث شرع المولعون بالأنترنت ومنذ المنح المؤقت لرخصة الجيل الثالث لمتعاملي الهاتف النقال الثلاثة في أكتوبر الماضي، في اقتناء الهواتف الذكية لكي يكونوا من الأوائل الذين يتصلون بالتدفق فائق السرعة للهاتف النقال بواسطة هذه التكنولوجيا الجديدة، التي تضمن لهم الإبحار براحة وسلاسة أكبر.