بمجرد أن أنهى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، جولته الثامنة إلى فلسطينالمحتلة عاد لتوه إليها في زيارة تاسعة ضمن مسعى آخر لإقناع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بالتوصل إلى اتفاق سلام بينهما. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الدبلوماسية الأمريكية، غدا، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالقدسالمحتلة قبل أن يتوجه بعد غد الجمعة إلى رام الله بالضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.واغتنمت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فرصة الإعلان عن هذه الجولة الجديدة لتؤكد أن واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق نهائي وليس تسوية عابرة أو مؤقتة بين إسرائيل والفلسطينيين. وبهذا التأكيد، تكون بساكي قد ذهبت إلى نقيض تصريحات الرئيس الأمريكي باراك اوباما ووزيره للخارجية، جون كيري، عندما أبديا تفاؤلا مفرطا في قرب التوصل إلى ما وصفاه ”اتفاق إطار” لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال العملية السلمية الجارية بين الجانبين برعاية أمريكية.وقالت إن ”تصريحات الرئيس ورئيس الدبلوماسية أثارت نوع من اللبس لاستخدامهما لمصطلح اتفاق إطار وما أريد توضيحه أن هذا ليس معناه أن واشنطن تريد اتفاقا انتقاليا أو مؤقتا بل تواصل مساعيها من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي”. والمؤكد أن توضيحات المسؤولة الأمريكية جاءت لتطمئن الجانب الفلسطيني الذي رفض، أمس، التوقيع على أي اتفاق إطار بخصوص القضية الفلسطينية، وأكد أن ما يريده الفلسطينيون هو التوصل إلى تسوية نهائية لكل قضايا الوضع النهائي من قضايا الأسرى واللاجئين والقدس والحدود وغيرها. وهو ما يطرح التساؤل حول سبب عودة كيري بهذه السرعة إلى فلسطينالمحتلة إن كان من أجل محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مساعي السلام التي يقودها منذ نهاية شهر جويلية الماضي من فشل محتوم بعدما اثبتت التجربة مجددا عدم جدية الإدارة الأمريكية في معالجة القضية الفلسطينية؟. أم أن زيارته جاءت من أجل احتواء الأزمة التي نشبت بينه وبين الرئيس الفلسطيني بسبب سعيه استغلال ورقة الأسرى للضغط على الجانب الفلسطيني لتقديم مزيد من التنازلات على حساب الحقوق الفلسطينية المغتصبة؟. مثل هذه التساؤلات تبقى مطروحة إلى حين انتهاء كيري من جولته الجديدة إلى المنطقة والتي لم يتضح بعد إن كان يحمل معه مقترحات من شأنها إعطاء نفس جديد للعملية السلمية أم انه سيبقى يدور دائما في نفس الحلقة المفرغة ويبقى يردد نفس الأفكار والمقترحات التي تفرض على الفلسطينيين تقديم تنازلات دون الحصول على أي ضمان يسمح لهم بتحقيق حلمهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.