تستقبل المؤسسة الاستشفائية للمحروقين باستور بالعاصمة 6000 حالة من المحروقين سنويا، ثلثهم من الأطفال، والثلث المتبقي من البالغين الذين يتم توجيه الحالات الخطيرة منهم إلى مستشفى الدويرة للبالغين، بينما يتم تسجيل 40 حالة وفاة سنويا نتيجة الحروق الخطيرة، من أجل هذا دعا الدكتور بدر الدين ميتيش رئيس مصلحة الأطفال المحروقين، إلى ضرورة التعجيل في إنشاء مراكز جديدة لتخفيف الضغط الواقع على مؤسسة باستور. وأرجع الدكتور بدر الدين بمناسبة إشرافه على تنشيط ندوة صحفية أمس بمقر جريدة "ديكا نيوز"، معظم حوادث الحروق التي يتعرض لها الأطفال، إلى الحوادث المنزلية التي تتسبب فيها لا مبالاة الأولياء نتيجة وضع الطابونة، أو المياه الساخنة أو حتى القدر الضاغطة في أماكن يسهل على الأطفال الوصول إليها، سيما بموسم الشتاء؛ حيث يكثر استعمال الأدوات التي تؤدي إلى وقوع الحوادث التي يذهب ضحيتها أطفال أحيانا تقل أعمارهم عن السنة. وفي السياق، تحدّث الدكتور بدر الدين بلغة الأرقام، عن الحالات التي تستقبلها المؤسسة فقال: "بالرجوع إلى سنة 2012، نجد أن المؤسسة استقبلت 2251 طفلا محروقا، منهم ألف حالة تم إبقاؤها بالمصلحة للتكفل بها، أما بالنسبة للبالغين فقد استقبلت المصلحة 2417 حالة، وهي أرقام كبيرة تتطلب الإسراع في فتح مراكز جديدة للتكفل خاصة بالأطفال المحروقين، لتخفيف الضغط الواقع على المصلحة، موضحا أن "مؤسسة باستور تستقبل يوميا ما بين خمس إلى سبع برقيات من مختلف ولايات الوطن، تطلب فيها التكفل بالأطفال المحروقين بالنظر إلى قلة المراكز؛ الأمر الذي خلق حالة أمن الضغط، وفي المقابل يتم تأجيل هذه الحالات رغم الصيغة الاستعجالية التي تحملها البرقية بضعة أيام؛ لعدم وجود سرير شاغر".تحدّث الدكتور بدر الدين عن العديد من المشاكل التي تواجهها المؤسسة الاستشفائية للمحروقين بباستور، والمتمثلة أساسا في العدد الكبير من المحروقين الذين يقصدون المصلحة في ظل قلة الإمكانات؛ كغياب بعض معدات العلاج وتحديدا بدلة الحروق التي تكلف أموال باهظة، ناهيك عن كونها غير مؤمَّنة اجتماعيا، الأمر الذي انعكس سلبا على جودة التكفل بالمرضى، التي ظلت منحصرة في بعض الأدوية التي تعالج الحروق من الدرجتين الأولى والثانية، ومحاولة إخفاء بعض آثار الحروق العميقة. ورغم وجود أخصائيين في جراحة الحروق بعد أن تم إدخال تكوينات جديدة في مجال التكفل بالمحروقين، إلا أن هذا يظل غير كاف بالنظر إلى العدد الكبير من الأطفال الذين يتعرضون لحوادث منزلية، الأمر الذي يتطلب تكوين المزيد من الأطباء المتخصصين في مجال جراحة طب الأطفال وكذا متخصصين في الجروح العميقة وإعادة التأهيل لإزالة التشوهات الناتجة عن الحروق. يجري عبر بعض ولايات الوطن، حسب الدكتور بدر الدين، إنشاء مراكز جديدة للتكفل بالمحروقين بعد أن تم تقديم العديد من الطلبات إلى وزارة الصحة، إذ شُرع مؤخرا في أشغال إنجاز مركز لعلاج الحروق بوهران، وآخر بولاية باتنة، وعلى مستوى العاصمة من المنتظر أن يتم إنجاز مركز آخر ببلدية عين النعجة. اعتبر رئيس مصلحة الأطفال المحروقين التكفل بهؤلاء الأطفال مشكل الصحة العمومية، من أجل هذا خصص جزءا من الندوة لتقديم بعض الإجراءات الوقاية التي ينبغي للأولياء اعتمادها لتجنب وقوع الحوادث، كإبعاد أماكن الخطر عن الأطفال كالطابونة والأسلاك الكهربائية، من خلال اعتماد مقاييس السلامة في التوصيلات، وإن حدثت الحروق فلا بد من اللجوء مباشرة إلى الماء؛ على اعتبار أنه أول الحلول العلاجية في مواجهة الحروق.