قتل سبعة لبنانيين من بينهم خمسة أطفال وأصيب ما لا يقل عن 20 آخرين في سقوط قذائف صاروخية على منطقة عرسال اللبنانية الواقعة على الحدود الشرقية بين لبنانوسوريا، أكدت مصادر أمنية لبنانية أن مصدرها المواجهات الدامية في هذا البلد. وقال أحمد حوجيري رئيس بلدية عرسال، أن "ثلاثة أطفال من بين القتلى ينتمون إلى عائلة واحدة بينما لم يتم تحديد هوية طفل رابع وطفلة خامسة قضت نحبها جراء عملية القصف". وأضاف المسؤول المحلي أن اللبنانيين يدفعون ثمن الحرب الجارية في سوريا وهو أمر وصفه بالمرعب. وعلى اثر هذا الهجوم الصاروخي سارع الرئيس اللبناني ميشال سليمان، إلى مطالبة قوات الجيش بحماية المناطق الحدودية من مثل هذا النوع من الهجمات الذي يودي في كل مرة بحياة المزيد من اللبنانيين.من جانبه أكد الجيش اللبناني سقوط ما لا يقل عن 20 قذيفة صاروخية، صباح أمس، على عدة مناطق على الحدود السورية وخاصة في بلدات رأس بعلبك، الكواخ، البويدة، مشارية، القاع، عرسال وحرمل. ولم يعلن الجيش اللبناني إن كانت عمليات القصف التي استهدفت هذه المناطق المعروف عنها انحيازها إلى جانب المعارضة السورية قد أسفرت عن خسائر بشرية أو لا. وأشارت تقارير إعلامية أن عمليات إطلاق الصواريخ نفذها الطيران الحربي السوري ضمن عمليات قصف تكررت في الآونة الأخيرة على المناطق اللبنانية المتاخمة لسوريا، خاصة مدينة عرسال بحجة أنها تحوّلت إلى نقطة عبور للأسلحة والمقاتلين الداعمين للمعارضة المسلحة.وهو ما جعل لبنان الذي لم يلملم بعد جراح حرب أهلية عصفت به ثمانينيات القرن الماضي يتخبط في دوامة عنف تصاعدت وتيرته بشكل لافت منذ دخول مقاتلي حزب الله اللبناني على خط المواجهة في سوريا إلى جانب القوات النظامية. والأكثر من ذلك فلبنان الذي لم يستطع النأي بنفسه عما يجري في الجارة سوريا أصبح هو الآخر على فوهة بركان قابل للانفجار في أية لحظة بدليل استمرار التفجيرات التي تستهدف هذه المنطقة وتلك. وكان آخرها ذلك الذي استهدف أول أمس، منطقة حرمل أحد معاقل حزب الله القريبة من الحدود السورية أسفر عن سقوط أربعة قتلى وتبنته مجموعة مسلحة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "جبهة النصرة في لبنان"، بما يؤكد ولاءها لجبهة النصرة المنتشر عناصرها في سوريا التي تقاتل القوات النظامية. ويعد هذا التفجير السادس من نوعه في ظرف ستة أشهر يستهدف معاقل حزب الله وإلى جانب تورطه في الصراع الدامي في سوريا أصبح محل متابعة القضاء الدولي في ظل افتتاح أولى جلسات المحكمة الجنائية الخاصة بلبنان، التي تم استحداثها للتحقيق في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وافتتحت، أول أمس، بمحكمة لاهاي أطوار محاكمة أربعة أعضاء من حزب الله متهمين بالتورط في التفجير الذي استهدف موكب رفيق الحريري ذات 14 فيفري 2005 بالعاصمة بيروت وأودى بحياة 21 شخصا آخر. ولكن المحاكمة انطلقت في غياب المتهمين مصطفى بدر الدين وسليم عياش وحسين عنيسي وأسد صبرا رغم صدور مذكرات توقيف دولية بحقهم.وقال قاضي المحكمة ديفيد ري أن "جلسة اليوم مخصصة للاستماع إلى الادعاء العام بعد قراءة قرار الاتهام"، مشيرا إلى أنه يعود للمدعي إثبات جرم المتهمين مؤكدا أن المحاكمة تجري "كما لو أن المتهمين قد حضروا ودفعوا ببراءتهم". وتشمل لائحة الاتهام الموجهة لأعضاء حزب الله "التآمر لارتكاب عمل إرهابي والقتل العمدي في حق الحريري و21 ضحية أخرى" إضافة إلى اتهامات بالتخطيط وتنفيذ الجريمة والمشاركة فيها.