عاد التوتر الأمني إلى شرق لبنان يوم الخميس، إثر تجدّد المواجهات بين أهالي مدينة بعلبك الهرمل، ذات الغالبية المؤيدة ل«حزب الله» وبلدة عرسال، المناهظة للحزب والداعمة للمعارضة بسوريا. وأفادت مصادر أمنية لبنانية أن عدد من المسلحين يقطعونطريق اللبوة، عرسال مؤكدة ان عددا من أبناء بعلبك، الهرمل عمدوا الى منع مرور السيارات في الطريق المؤدية الى عرسال عند منطقة اللبوة في بعلبك من أجل الضغط لتسليم اشخاص من عرسال متهمين بقتل أربعة أشخاص من منطقة بعلبك الهرمل. وجاء الحادث بعد أيام قليلة على مقتل مواطن من عرسال في منطقة الهرمل واعتبار ما جرى وكأنه نوع من أخذ الثأر. وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام عن سماع تبادل لإطلاق النار بين عرسال واللبوة في بعلبك صباح أمس وسط توارد معلومات من قبل بعض المصادر عن احتمال سقوط جرحى. وتشهد بعلبك الهرمل ذات غالبية موالية ل«حزب الله» وعرسال ذات غالبية سنية مؤيدة للمعارضة بسوريا توترا أمنيا بين الحين والآخر على خلفية مذهبية والتي زادت وتيرتها مع اتهام النظام السوري بتهريب اسلحة ومسلحين الى المعارضة السورية عبر عرسال ومع اعلان «حزب الله» تورطه بالقتال الى جانب النظام السوري وتواجد قواعده العسكرية في الهرمل. للاشارة، فقد سلم الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الى ممثل جامعة الدول العربية في بيروت عبد الرحمن الصلح مذكرة خطية موجهة الى الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، يحيطه فيها علما بالخروق السورية للأراضي اللبنانية. وقال مصدر رسمي ان سليمان أمل حض جميع الأطراف المتنازعة في سوريا على الالتزام الفعلي بواجب احترام سيادة لبنان وحرمة حدوده وأراضيه وعدم التورط في الاعمال العدائية على طرفي الحدود. وكان سليمان أرسل مذكرة مماثلة الى مجلس الامن الدولي. يشار الى ان لبنان كان أعلن ان مروحيات سورية قصفت في وقت سابق من الشهر الحالي وسط بلدة عرسال البقاعية القريبة من الحدود بين البلدين كما سقطت قذائف مصدرها الاراضي السورية على بلدات لبنانية حدودية أدت الى سقوط عدد من الجرحى. كما دعا الرئيس اللبناني في اصريحات نشرت أمس مقاتلي «حزب الله» إلى العودة الى لبنان بعد مشاركتهم في معركة مدينة القصير بسوريا التي أدت الى سيطرة الجيش السوري على المدينة القريبة من الحدود اللبنانية مؤكدا أنه ضد انخراط «حزب الله» في الصراع السوري لأن هذا التدخل يؤدي الى توترات في لبنان. وكان الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصرالله أعلن مؤخرا مشاركة مقاتلين من الحزب الى جانب الجيش السوري في المعارك الدائرة مع المعارضة المسلحة. وأدى دخول الحزب في معركة القصير الى حسمها لصالح النظام السوري مما استدعى ردود فعل عربية وغربية أدانت تورط الحزب اللبناني في الأزمة السورية