كالعادة، ومع كل تهديد يطال التشكيلة بخصوص مكانتها في الرابطة الاحترافية الأولى، يندفع مسيّرو مولودية وهران في كل الاتجاهات؛ بغرض إيجاد الحلول التي يقدّرون أنها مناسبة لفريقم لإبطال هذا التهديد أو التقليل منه على الأقل، وهذا ما سعى إليه مجلس الإدارة عند انعقاده ليلة أول أمس. فقد اهتدى هذا الأخير إلى بعض القرارات التي يراها مهمة، منها السماح لبعض المستثمرين بولوج الشركة مؤقتا، في انتظار ترسيمهم، بعدما يكون المجلس قد أعد التقارير المالية المناسبة، وهذا منذ سنة 2010، وفتح رأسمال الشركة رسميا، وهي خطوة قال بعض أعضائها إنها أصبحت أكثر من ضرورية بعد تأخر مؤسسة نفطال في تجسيد بروتوكول الاتفاق، الذي كانت أبرمته مع إدارة المولودية شهر سبتمبر 2012، والذي يقضي بشرائها نسبة 75 في المائة من أسهم الشركة. إنه التأخر الذي لم يستسغه مسيّرو المولودية، وعبّروا عن نيّتهم طرق أبواب مسؤولين كبار في الدولة؛ قصد حثّ المؤسسة البترولية على احتضان المولودية مجددا، في وقت يتساءل متتبعون عن سبب عدم إعداد تجهيز تلك التقارير المالية، وبشكل تفصيلي ودقيق منذ سنة 2010، كما يقتضيه القانون، ومدّها مؤسسة نفطال بها، كما طالبت هي بذلك في العديد من المرات التي كان يلتقي فيها الطرفان. وغالبا ما أكد مسؤولو نفطال على هذه النقطة بالذات، حتى يكونوا على جلية من أمور تسيير الفريق الوهراني، وحتى لا يفاجَأوا بديون لم تكن في الحسبان، خاصة مع كثرة الدائنين من كل الجهات (لاعبين، مدربين، مسيّرين سابقين، فنادق ومطاعم وحتى محلات لغسل الملابس). زيادة على ذلك، بقاء الصراعات والاتهامات بين أعضاء مجلس إدارة مولودية وهران نفسه، وحتى اجتماع أول أمس لم يخل من ذلك، إذ اندلعت مشادات كلامية بين نائب رئيس مجلس الإدارة العربي عبد الإله واللاعب الدولي السابق بلعباس عبد الحفيظ، الذي ناب عن العضو بلحاج أحمد المعروف ب ”بابا”، والسبب مساءلة هذا الأخير للأول عن مصير 8 مليارات سنتيم دخلت خزينة الفريق الموسم الماضي، متهما إياه بأنه هو السبب في الضائقة المالية التي يمر بها. وطبعا، لم يفترق جمع المسيّرين ”الحمراوة” من دون تسوية بعض مصالحهم، كإمضائهم على وثيقة الاعتراف بالدين لرئيس مجلس الإدارة يوسف جباري، والذي يبلغ مليارا ونصف مليار سنتيم، وموافقتهم على عودة الرئيس السابق للفريق الطيب محياوي، عضوا في مجلس الإدارة بعدما كان يحضّر اجتماعاته بالوكالة عن نجله. التأهل ضروري لرفع المعنويات من جانب آخر، أدخل المدرب بن شاذلي أشباله أجواء مباراة كأس الجمهورية التي سيلعبونها يوم الجمعة القادم بالمسيلة أمام المغمور نادي مقرة، منذ حصة الاستئناف التي تأجلت بيوم؛ بسبب الظروف المناخية الصعبة التي عاشتها مدينة وهران بداية الأسبوع الجاري، حيث دعاهم إلى التركيز جيدا على هذا اللقاء، حتى يقتطعوا ورقة التأهل إلى الدور القادم، تكون حافزا لهم في مباريات البطولة، المطالَبون فيها بتحسين وضعية فريقهم قبل فوات الأوان، كما دعاهم إلى نسيان الخسارة المرّة التي تكبّدوها في الشلف أمام الأولمبي المحلي، والتي بسببها تلقّى بن شاذلي وابلا من الانتقادات حول طريقة تعامله مع المباراة، وهي انتقادات رفضها التقني الوهراني جملة وتفصيلا في ظل حرمانه - كما قال - من دعم نوعي في الميركاتو الشتوي، خاصة على مستوى خط الهجوم، الذي يبقى الحلقة الأضعف في الفريق رغم توفره على خمسة مهاجمين، إضافة إلى كثرة الغيابات بسبب الإصابة، وهذا السبب قد ينتفي بعد تعافي أغلب اللاعبين المصابين، واحتمال حضورهم لقاء الكأس ضد مقرة.