تشد، اليوم، تشكيلة مولودية وهران الرحال إلى مدينة سطيف جوا، في الشق الأول من السفرية التي تقودها إلى مدينة المسيلة، لمواجهة ممثلها نادي مقرة برسم الدور ثمن النهائي لكأس الجمهورية، وهي مقابلة تبدو غير متكافئة على الورق. لكن نكهة منافسة الكأس تلغي أي تكهن مسبق بخصوصها ولو أن ”الحمراوة” أبدوا خلال الحصص التدريبية الأخيرة، تجاوبا مع رغبة مدربهم بن شاذلي في افتكاك تأهل يخفّف الضغط عن المسيّرين ويهدّئ أعصاب الأنصار الغاضبين عليهم، ويمنح اللاعبين شحنة معنوية قبل اللقاء الهام في البطولة الاحترافية الأولى، الذي سيستقبلون فيه القوي وفاق سطيف، الذي لا مناص لزملاء القائد براجة الصديق من الانتصار فيه كلقاء مقرة، بحسب بن شاذلي، الذي كثّف من الجانب النفسي لتحسيس لاعبيه، وشدّد عليهم كسب رهان المقابلتين بأي ثمن في الظرف الحالي. ويبدو أن مردّ تشدد التقني الوهراني كثرة الانتقادات التي وُجهت له عقب انهزام الشلف، حيث دافع عن خياراته باستماتة، رافضا المساس بصلاحياته: ”لا أفهم سر الانتقادات المتلاحقة على شخصي بعد تعثرنا في الشلف، فحسب علمي، أنا المدرب والأقرب للتشكيلة والعارف بخباياها وما يصلح لها، ثم ألا يعلم من انتقدونا أننا لعبنا دون ستة لاعبين أساسيين ومدافعين على الأطراف ذوي خبرة؛ مما قلّص من الخيارات عندي، فأنا اجتهدت وسعيت وفق ما توفر لدي من لاعبين”، يقول بن شاذلي، الذي تابع: ”أنا أسأل الجهات التي انتقدتني إن كانت ستفعل لو فازت المولودية، وأنا أرفض رفضا تاما تحميل مسؤولية خسارة الشلف أيَّ لاعب، خاصة الشاب جعدان، الذي أدى ما عليه رغم نقص خبرته، علما أنه لعب لأول مرة ضمن الأكابر وتحت ضغط شديد، أو عامري شاذلي فأنا رغبت في خبرته من وراء إقحامه”. وبدا بن شاذلي متفائلا بشأن مستقبل فريقه: ”نتائج الجولة الماضية خدمتنا، حيث بقي فريقي في مكانه عكس الفرق المتأخرة في الترتيب، وهذا يجعلني متفائلا بالمستقبل؛ لأن البطولة لازالت طويلة. وكما خسرنا أمام الشلف بإمكاننا الفوز أمام فرق أخرى وحتى التي توصف بالكبيرة”. أما بشأن لقاء غد أمام نادي مقرة، فقال الأستاذ بمعهد تكوين إطارات التربية البدنية بعين الترك: ”لا مفر لنا من العودة بتأشيرة التأهل من المسيلة، ولتحقيق ذلك، جمعت كمّا وافيا من المعلومات عن منافسنا مقرة، ومن خلالها نبّهت أشبالي من مغبة احتقاره كما فعلوا في السابق مع فريق شطايبة مختار، الذي كاد يفجّر المفاجأة في وجوهنا وداخل ميداننا”. وبحسب المعلومات التي توفرت ل ”للحمراوة”، فإن نادي مقرة أنهى مرحلة الذهاب من بطولة القسم الثاني (هواة) للجهة الشرقية في الرتبة الرابعة برصيد 21 نقطة، وبفارق كبير (13 نقطة) عن الرائد نادي تاجنانت، وكان عاد بانتصار في اللقاء الأخير من هذه المرحلة من بسكرة على حساب الاتحاد المحلي بهدف دون رد. وأكد بن شاذلي أنه ركز في تدريبات هذا الأسبوع على نقطتين، الأولى تحسين العمل الهجومي في ظل تضييع القاطرة الأمامية لعدد كبير من الفرص الأكيدة في كل مباراة، والثانية رفع معنويات المجموعة المحبطة بعد التعثر المرّ أمام ”الشلفاوة”؛ تحسبا لمباراة الكأس، والتي تليها ضد فريق ”عين الفوارة”. ولا يُستبعد أن يقحم بن شاذلي تشكيلة مكتملة بعد عودة الرباعي هشام شريف، داغولو، سعيدي وبورزامة، وهو ما سيجبر الرباعي بوعزة، جعدان، حسونة والحارس بن سعيد، على الالتحاق بفئة أقل من 21 سنة، حتى يدعّموا حظوظها في لقاء الكأس وفي نفس الدور (ثمن النهائي)، الذي ستخوضه غدا زوالا بملعب أحمد زبانة أمام ضيفتها جمعية الخروب.