مما لاشك فيه أن الخاسر الأول في الاضراب الذي شنته نقابات التربية هو التلميذ الذي بدأ يفقد نكهة الدراسة جراء الاضطرابات التي أصبحت تميز المواسم الدراسية، بحيث أصبحت هذه الإضرابات قاعدة وليس استثناء. والأكيد أن المستوى التعليمي في تدن عام بعد الآخر بسبب هذه الإضرابات التي أصبحت موضة ضحيتها التلاميذ فحتى إن سلمنا بأن مطالب النقابات مشروعة، هل كان لزاما زعزعة استقرار التلاميذ والسير العادي للدراسة؟ الأكيد أن هناك أنانية مصلحية لا تراعي قط مصلحة التلميذ الضحية السهلة لكل الاضطرابات التي يشهدها قطاع التربية. ويحق لنا في هذا المقام أن نتساءل هل مستوى التعليم الحالي يعكس الإمكانيات الكبيرة التي سخرتها الدولة للقطاع؟ وهل التحصيل العلمي والمعرفي للتلميذ في مستوى الطموحات؟ أكيد لا، لأن هناك خللا في فهم رسالة التعليم، وتعامل البعض مع قطاع حساس كما يتعاملون مع قطاع الصناعة الذي تتسبب اضرابات به في تراجع الإنتاج بينما في الاضرابات في قطاع التعليم تتسبب في تراجع أجيال. وخير دليل على ذلك النتائج المسجلة في السنوات الأخيرة، بسبب اضرابات نقابات التربية التي وإن كانت بعض مطالبها مشروعة ومطروحة للنقاش مع الوزارة المعنية، فإنه يجب الحذر من أن تتحول هذه المطالب إلى مساومات وابتزاز على حساب مصلحة التلميذ أو ترهن مستقبله الدراسي.