أعلن وزير الاتصال عبد القادر مساهل، أن النص المحدد لشروط منح البطاقة الوطنية للصحفي المحترف، سيقدَّم عن قريب أمام الحكومة، وأن البطاقة ستكون جاهزة في أقرب الآجال. وأكد أن أولويات قطاعه الوزاري تصب في مجملها، حول التأطير القانوني والتكوين المستمر لمهن الإعلام والاتصال، ودعا الصحافة المحلية إلى لعب دور في المجهود التنموي. وأشار السيد مساهل لدى نزوله أمس ضيفا على حصة "إضاءات" للقناة الأولى- التي بُثت استثناء من ورقلة؛ لكون الوزير في زيارة عمل إلى الولاية - إلى أنه بعد دراسة الاقتراحات الصادرة عن الندوات واللقاءات الجهوية التي قامت بها اللجنة الاستشارية المستقلة لتحضير البطاقة، تم التوصل إلى الصيغة النهائية للنص المحدد لشروط منحها. وأضاف أن النص سيقدَّم خلال الأسابيع المقبلة للحكومة، معربا عن أمله في أن يصادق عليه في أقرب وقت ممكن؛ لما تكتسيه البطاقة من أهمية، لاسيما فيما يخص تنظيم وضبط مهنة الصحفي. كما أبرز ضرورة وجود نقابة وطنية تمثل الصحافيين، تكون بمثابة "شريك قوي" للسلطات العمومية أثناء المشاورات الخاصة بتأطير وتنظيم المهنة، معتبرا أن بإصدار بطاقة الصحفي المحترف ستدخل ممارسة مهنة الصحافة في مرحلة جديدة. ولدى إجابته على سؤال حول شروط منح هذه البطاقة للمراسلين الجهويين، أوضح أنه "يجب أن يكون لهؤلاء عقد عمل دائم، يثبت أن مدخولهم يأتي من نشاطهم كصحفيين".
أولوية التكوين لضمان المصداقية والاحترافية أكد وزير الاتصال عبد القادر مساهل، أن أولويات قطاعه الوزاري تصب في مجملها حول التأطير القانوني والتكوين المستمر لمهن الإعلام والاتصال، وذلك لضمان مصداقية واحترافية الصحافة. وأوضح أن مجمل أولويات قطاع الاتصال تخص التأطير القانوني للإعلام سواء تعلّق الأمر بالقطاع العام أو الخاص، وأيضا التكوين المستمر، مشيرا في هذا الصدد: "نحن في حاجة إلى صحافة ذات مصداقية". وذكر، على سبيل المثال، القانونين المتعلقين بالإشهار وسبر الآراء، اللذين من المزمع دراستهما وتحضيرهما خلال سنة 2014. في نفس السياق، ذكر الوزير أنه تم تكوين أكثر من 700 صحفي وتقني للإذاعة الوطنية خلال سنة 2013، معلنا عن برامج تكوينية أخرى ستخص 2000 صحفي وتقني من التلفزيون الوطني في مختلف مهن السمعي البصري، وحتى في مجال تكوين المكونين والإدارة، وذلك - كما أوضح - للتأقلم مع التطورات والتحولات التكنولوجية التي يشهدها عالم الإعلام والاتصال.
اللجنة القطاعية للرئاسيات تضمن تغطية كاملة للحدث وردا على سؤال حول الدور الذي ستلعبه اللجنة القطاعية لتحضير الانتخابات الرئاسية المقبلة، أشار السيد مساهل إلى أن اللجنة ستجنّد كل الوسائل البشرية والتقنية لضمان تغطية كاملة وشاملة لهذه الاستحقاقات. وأضاف أن اللجنة ستضمن بكل شفافية، حظوظ المترشحين للرئاسيات، وفقا للقوانين المعمول بها. ولدى تطرقه للإذاعات الجهوية، أوضح الوزير أن دورها يندرج في إطار المصلحة العمومية، وأنها تشكل همزة وصل بين المواطنين والسلطات المحلية والمجتمع المدني؛ وذلك بإسماع انشغالاتهم وإيصالها إلى الجهات المعنية، وذلك عبر مختلف البرامج والحصص. وعن سؤال حول إمكانية تطوير البث التلفزيوني المحلي مقارنة بما شهده البث الإذاعي الذي وصل إلى أكثر من 55 قناة، من بينها 48 قناة جهوية، أكد السيد مساهل أن فتح قناة تلفزيونية في كل ولاية "غير ممكن منطقيا، ولا من حيث التكلفة المالية"، معتبرا أن القنوات التلفزيونية الوطنية الخمس تكفي لإيصال الصوت والصورة، خاصة أنها تبث برامج محلية من إنتاج المحطات الجهوية، وتعطي لها صدى وطنيا. وأشار في سياق متصل، إلى أن هناك برنامجا طموحا يرمي إلى عصرنة وتحديث وسائل البث التلفزيوني، يندرج في إطار ضمان التغطية الكاملة للوطن، موضحا أن رقمنة البث التلفزيوني التي تسمح حاليا بتغطية 85 بالمائة من التراب الوطني، متواصلة إلى غاية الوصول إلى تغطية كاملة في غضون سنة 2015.
خلق مؤسسات صغيرة لتوزيع الصحف في الجنوب وفيما يخص توزيع الصحف اليومية لاسيما في مناطق الجنوب، أكد على ضرورة التفكير محليا في خلق مؤسسات صغيرة خاصة بالتوزيع في إطار تشغيل الشباب، لإدماج هذه الفئة إلى جانب العمل الذي تقوم به المطبعات. أما فيما يتعلق بالقانون المتعلق بالنشاط السمعي البصري الذي صادق عليه مؤخرا البرلمان بغرفتيه، فأكد السيد مساهل أنه يُعد "انتصارا كبيرا" للمواطن الجزائري، الذي هو "بحاجة إلى معلومة ذات مصداقية وإلى إنتاج وطني، يعطي صورة حقيقية للجزائر داخل وخارج الوطن"، مشيرا إلى أن المرحلة القادمة ستخص التحضير القريب للنصوص التطبيقية وتعيين سلطة الضبط. وجدّد الوزير تأكيده على أهمية التكوين الجيد للعاملين في قطاع الإعلام؛ لتمكينهم من الاضطلاع بدورهم على النحو الأمثل على هامش الزيارة التفقدية التي قام بها أمس إلى مقر المحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري بورقلة، موضحا أن برنامج التكوين المسطر سيشمل كافة العمال؛ من تقنيين وصحفيين؛ حتى يتسنى لهم ممارسة نشاطهم بكل احترافية. وكشف عن برنامج يتضمن عقد لقاءات مع عدة قطاعات؛ للسماح للإعلاميين بتوسيع معارفهم، التي من شأنها أن تنعكس بالإيجاب على ترقية الخدمة العمومية. من جهة أخرى، حث الوزير على ضرورة عصرنة التجهيزات المتعلقة بالجانب التقني للبث الإذاعي والتلفزي؛ ليتم ضمان التغطية الشاملة للتراب الوطني حسب المعايير النوعية، وتخطّي المعوقات على صعيد إرسال واستقبال البرامج.
وضع حجر الأساس لإنجاز مقر جديد لإذاعة ورقلة وقام السيد مساهل في إطار اليوم الثاني والأخير من زيارة العمل والتفقد بورقلة، بزيارة مركز البث الإذاعي والتلفزي ببركاوي (30 كلم عن ورقلة)، الذي دخل حيّز النشاط سنة 1987؛ حيث تلقّى شروحات إضافية حول عمل المديرية الجهوية للبث الإذاعي والتلفزي بورقلة، والتي يغطي نشاطها خمس ولايات؛ هي ورقلة والوادي وغرداية وإيليزي وتمنراست. من جهة أخرى، أشرف السيد مساهل رفقة السلطات المحلية للولاية والإطارات التابعة لقطاعه، على وضع حجر الأساس لإنجاز المقر الجديد للإذاعة الجهوية بورقلة، وهو المشروع الذي يتربع على مساحة 4000 متر مربع، منها 3000 متر مربع مغطاة. وسيشمل هذا المرفق 3 استديوهات وقاعة للمحاضرات تتسع ل 250 مقعدا، ومصلحة للتحرير ومصلحة للإنتاج بالإضافة إلى قسم إداري وتقني. وكان الوزير قد دعا مساء الجمعة - في أول يوم من زيارته للولاية - الصحافة المحلية للمساهمة في الجهد التنموي. وأوضح الوزير لدى معاينته لعدد من المكاتب الصحفية أن الصحافة المحلية مدعوة للمساهمة وبفعالية في الجهد التنموي على المستوى المحلي، لتدعيم هذا الجهد بما يخدم الحركة التنموية ومصلحة المواطن. وبالمناسبة، قُدمت للسيد مساهل شروحات وافية من قبل مسؤولي هذه المكاتب الإعلامية بدار الصحافة عبد الحميد نجاح التي تمثل عددا من الصحف الوطنية حول أداء نشاطهم الإعلامي على مستوى هذه الولاية. ودُشنت هذه الدار التي تتربع على مساحة 320 مترا مربعا في 5 جويلية 2013 وتتوفر على 8 مكاتب، بالإضافة إلى مقر الجمعية الولائية للوسائل السمعية البصرية. وخلال هذه الزيارة تفقّد وزير الاتصال مقر المديرية الجهوية لوكالة الأنباء الجزائرية؛ حيث طاف بمختلف أقسام المديرية، وقُدمت له شروح وافية حول النشاط الإعلامي لهذه الهيئة على المستوى الجهوي.
التأكيد على أهمية الخدمة العمومية وبالمناسبة، أبرز السيد مساهل لدى تبادله أطراف الحديث مع مسؤولي المديرية، أهمية إيلاء العناية الكافية لطابع الخدمة العمومية والسهر على تحسينها؛ بما يضمن الهدف المنشود من الرسالة الإعلامية التي تحملها وكالة الأنباء الجزائرية. وتُعد المديرية الجهوية لوكالة الأنباء الجزائرية لناحية الجنوب بورقلة إلى جانب مديريات مماثلة في الشرق والغرب والوسط، واحدة من بين أربع مديريات جهوية للوكالة. وقبل ذلك، قام وزير الاتصال الذي كان مرفوقا بالسلطات الولائية، بغرس شجيرات زيتون بمشروع الحزام الأخضر، الذي هو وقف للشؤون الدينية والأوقاف. ويشمل هذا المشروع مسافة 180 كلم من الطريقين الوطنيين رقم 56 و3، وذلك من خلال غرس ما مجموعه 81000 شجيرة زيتون و21000 نخلة على جانبيه، بالإضافة إلى إنجاز 16 بئرا مائية، منها 7 منجزة و196 حوضا للسقي في طور الإنجاز، حسب توضيحات مسؤولي قطاع الغابات. كما عاين الوزير مقر المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار الواقعة بحي سوق الحجر بوسط مدينة ورقلة. وتلقّى الوزير شروحات مستفيضة من قبل مسؤولي هذه المؤسسة حول نشاطها ومسائل ذات صلة ببعض المعوقات التي تعترضها، وذلك قبل أن يتفقد مكتبة تابعة لذات المؤسسة. كما اطّلع على نشاط المطبعة الجهوية للصحافة التابعة لشركة الطباعة بالجزائر، التي أُنجزت باستثمار تفوق قيمته 235 مليون دج.
ضمان وصول الصحف في يومها إلى القارئ ولدى تفقّده لمختلف هياكل هذه المؤسسة، ألح الوزير أمام المسؤولين المعنيين بالتوزيع، على ضرورة الحرص لضمان أن تصل الصحف في يومها إلى القارئ بالجهة. ودخلت هذه المطبعة حيّز الخدمة في ماي 2008، وتضمن حاليا سحب 21 عنوانا؛ حيث تبلغ طاقة السحب اليومية بها في الوقت الحاضر 70 ألف نسخة يوميا، فيما تصل طاقة السحب النظرية بها إلى 300 ألف نسخة يوميا. وتغطي المطبعة حاليا التي تشغّل أكثر من 40 عاملا، خمس ولايات بالجنوب (ورقلة والوادي وغرداية وأدرار وتمنراست)؛ حيث تضمن عملية التوزيع مؤسسة متخصصة تنشط في هذا المجال، حسب الشروحات المقدمة للوفد الوزاري.