تدعمت القوات البحرية أمس، بقرابة مئتي ضابط جديد أنهوا دراستهم بالمدرسة العليا للبحرية بتمنفوست، وتلقوا بها تكوينا نظريا وتطبيقيا معمقا، ساعدهم في ذلك امتلاك المدرسة لقدرات مادية وبشرية كبيرة تم تسخيرها من طرف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي الذي يستمر في تكوين نخب عسكرية قادرة على رفع التحدي ومواجهة مختلف الرهانات في عالم لا مكان فيه للضعيف. وقد أشرف أمس، قائد القوات البحرية العميد مالك نسيب، على حفل تخرج ثلاث دفعات لضباط القيادة والأركان وضباط الإتقان وكذا التكوين الأساسي من بينهم وافدون من دول شقيقة وصديقة وسيتم توزيع الضباط الجدد على مختلف الوحدات البحرية التي صار نشاطها مكثفا خلال السنوات الأخيرة وصارت تواجه تحديات جديدة كالهجرة غير الشرعية (الحرقة)، التهريب والإرهاب وكلها معطيات أملت على قيادة القوات البحرية تكييف البرامج البيداغوجية وتلقين الأفراد مهارات ودروس تصب كلها في مسايرة المستجدات. وحسب قائد المدرسة العليا للبحرية العقيد محمد قريش، فإن الحرص على سلامة بلادنا ومناعتها جعل قيادة الجيش تهتم بنوعية التكوين البشري لجعله يتحكم في المعدات المتطورة التي تعمل القوات البحرية على تحديثها، وأضاف العقيد في كلمته أمام الخريجين وضيوف المدرسة، أن الدفعات استفادت من زيارات دراسية ومحاضرات خارجية واحتكاك مع الوفود العسكرية الأجنبية والمحلية التي زارت المدرسة التي احتضنت أيضا ملتقيات هامة في ميادين ذات صلة بالبحرية. وكما جرت العادة فإن العميد مالك نسيب قام في البداية بتفتيش مربعات المتخرجين ويتعلق الأمر بالدفعة ال16 لضباط القيادة والأركان بتعداد 53 ضابطا برتبة نقيب، والدفعة ال16 لضباط الإتقان بتعداد 70 ضابطا برتبة ملازم أول وأخيرا الدفعة ال22 لضباط التكوين الأساسي برتبة ملازم وتضم 79 ضابطا. وقام قائد القوات البحرية رفقة قائد المدرسة وعدد من الضباط السامين في الجيش بتقليد الرتب وتسليم الشهادات للمتفوقين الأوائل في مختلف الدفعات، وكان من بين الفائزين وافدون من تونس، فلسطين والكونغو، ليتبع ذلك بتسليم واستلام العلم، ويطلق إسم الشهيد بوقري بوعلام المدعو "سي بوعلام" على الدفعات المتخرجة. وبعد انتهاء مراسم الحفل دشن العميد والوفد العسكري الضيف، متحف المدرسة الذي أقيم على الهامش، وتضمن صورا ووثائق تاريخية هامة وآثارا مادية تعود إلى العهد العثماني، كما شمل المعرض مجسمات لسفن حربية متنوعة، وبعد أن قام العميد مالك نسيب بتكريم عائلة الشهيد بوقري بوعلام إلتقى أيضا بعدة ضباط سامين يشكلون أول دفعة تخرجت من "المدرسة الوطنية للبحرية" التي مر على إنشائها ربع قرن من الزمن. للإشارة فإن المدرسة تضم تجهيزات بيداغوجية هامة مثل محاكي الملاحة، مخابر مختصة، منصة رمي، وسائل ملاحة، قاعات انترنت، مكتبة وغيرها من مرافق الحياة الأخرى وتستقبل كل سنة عددا كبيرا من طلبات الراغبين في الإنضمام إليها والاستفادة من تكوينها.