عادل بن دحة طفل لا يتجاوز عمره 10سنوات يتكلم لغة غوته باتقان وحتى شقيقته سارة التي تبلغ 6 سنوات تجيد الكلام باللغة الألمانية ولا يختلف عادل من حيث المظهر وشعره الأسود الدامس عن باقي الأطفال بشوارع وهران، وفي ساحة المدرسة يبدو هذا الطفل عندما ينعزل لوحده في صمت وكأنه يعيش في عالم آخر، عالم اكتشفته عبر القنوات الفضائية الألمانية. وتجعل هذه الموهبة الفطرية من عادل طفلا محل اعجاب واهتمام بوهران خاصة وأن والديه من أصل جزائري ولم يسبق لهما أبدا تعلم اللغة الألمانية حيث يقول والده في هذا الصدد "لم أكن لا أنا ولا أمه قد درسنا اللغة الألمانية كلغة أجنبية في الثانوية"، والعجيب في الأمر أن عادل يسمح له اتقان اللغة الألمانية بتصحيح النطق عند بعض ممن عاشوا سنوات طويلة بألمانيا ويكبرنوه سنا. ويرجع والد الطفل الظاهرة بسبب هذا التحصيل اللغوي الى القنوات الألمانية التي كان يتابع برامجها منذ الصغر وفي هذا السياق يروي السيد بن دحة "عندما رحلت منذ سنوات الى السكن الذي أقطنه حاليا لم أكن التقط من خلال الهوائي المقعر اتخذته آنذاك سوى القنوات الألمانية وهو الشيء الذي سمح لعادل بمتابعة القنوات الخاصة بالأطفال الناطقة بهذه اللغة ففي البداية لم أكن أفهم ما يقال بهذه القنوات ولكن مع مرور الزمن بدأت "أدرك معاني الكلمات وأقوم بتركيب الجمل" يقول عادل المرة التي رأى فيها ابنه يتحدث باللغة الألمانية ظن بأنه جن وفي يوم من الأيام لما رجع من العمل ووجده يجيب بالألمانية على أسئلة مسابقة تلفزيونية للأطفال فكر من كثرة حيرته في أن يعرضه على طالب فقيه يضيف السيد بن دحة واندهش الجميع عندما شاهد الطفل عادل وشقيقته يتحاوران مع زميل سبق له أن اشتغل أستاذا للغة الألمانية باحدى ثانويات وهران وهو عضو بجمعية الجرمانيين وبعد أن التحق بالمدرسة وتعلم الكتابة بدأ عادل يكتب بلغته المفضلة حيث صرح لنا والده بأنه كان يأمل في تسجيل ابنه بمعهد غوتة ولكن لم يتسن له ذلك واليوم أصبح عادل من محبي لاعب كرة القدم الألماني كلوزه ومن أنصار المنتخب الألماني الذي يتمنى له الفوز بكأس أوروبا للأمم 2008.